الفرق بين إدمان العمل والاندماج فيه والآثار الصحية له

كيف يختلف إدمان العمل عن الاندماج في العمل

يستخدم مصطلح "مدمن العمل" بشكل شائع كل يوم الآن لدرجة أن الكثيرين قد لا يدركون حتى المشكلة الصحية الخطيرة التي تشير إليها.


وفي حين أن الاستخدام الشائع للكلمة قد يوحي بأن شخصاً ما يهتم بالعمل، ومنخرطاً فيه تقريباً ولا يكتسب المتعة إلا من العمل في الحياة، فإن التعريف الفعلي لإدمان العمل، والذي تمت صياغته لأول مرة في عام 1971، يشير إلى دلالات أكثر قتامة مما تتصور.

ادمان العمل

ووفقا لجمعية علم النفس الأمريكية (APA)، يشير إدمان العمل إلى الإكراه أو الرغبة الملحة في العمل بلا انقطاع، حيث أن مدمن العمل، وفقاً لهذا التعريف، يشعر بأنه مجبر على العمل باستمرار بسبب الضغوط الداخلية، ولديه أفكار مستمرة حول العمل حتى عندما لا يعمل فيه، وهو يعمل بشكل يتجاوز ما هو متوقع بشكل معقول من العامل على الرغم من احتمال الإضرار بالصحة والحياة النفسية والاجتماعية.

• الفرق بين إدمان العمل والاندماج في العمل:

يشير هذا الوصف الشامل لمفهوم إدمان العمل إلى أن المصطلح ليس مرجع ثقافة الأغاني الفاتن الذي قد تعتقده، فعلى مدى العقود منذ فترة السبعينيات، أظهرت المزيد من الدراسات حول إدمان العمل أنه يمكن أن يندرج بسهولة في فئة الإدمان السلوكي.

ووفقاً لدراسة نشرت في مجلة الإدمان السلوكي في عام 2018، فإن إدمان العمل هو إدمان سلوكي يتطور باستمرار مع تقدم ثقافات وتقنيات العمل، ولا يجب الخلط بينه وبين السمات السلوكية الإيجابية مثل الاندماج في العمل.

كما وتوضح دراسة أخرى نشرت عام 2018 في مجلة علم النفس في أوروبا أنه في حين أن كل من مدمني العمل والعاملين في العمل متحمسون لعملهم، فإن هذا الأخير يعبر عن شغفهم بالعمل بطرق أكثر صحة.

حيث يعمل العاملون لساعات طويلة تماما مثل مدمني العمل، ولكن بدون شعور بالالتزام الإجباري وبشعور قوي بالمتعة. وأبلغ العمال المندمجون عن رضا أعلى عن العمل والحياة ومشاعر أكثر إيجابية مقارنة بمدمني العمل.

لذلك، يكون لديهم الموارد النفسية الافضل للتعامل مع الأزمات والأدوار الحياتية المتعددة.

ادمان العمل

• الآثار الصحية لإدمان العمل:

إن هذا الاختلاف الحيوي بين إدمان العمل والاندماج في العمل يعتمد على حقيقة أن الأول مرتبط بشكل أكثر وضوحا بالنتائج الصحية السلبية، وتقول جمعية علم النفس الأمريكية أن هناك ثلاث مجموعات من النتائج السلبية المرتبطة بإدمان العمل، وكلها يمكن أن يكون لها تأثير عميق على صحتك العقلية والجسدية، وهي:

1- النتائج العملية:

على الرغم من أن إدمان العمل قد يكون مفيداً لآفاق حياتك المهنية، إلا أن انخفاض الرضا الوظيفي وارتفاع الضغط المرتبط بالعمل يمكن أن يؤدي إلى تطوير سلوكيات العمل غير المنتجة.

وفي كثير من الأحيان، يخلق إدمان العمل بيئة عمل سامة، حيث لا يعمل كل موظف بالطريقة التي يعمل بها الموظف المدمن على العمل، كما ويمكن أن تؤثر الاستمرارية في هذه البيئات على الفريق أو المنظمة بأكملها مع مرور الوقت.

2- النتائج الاجتماعية:

يميل مدمنو العمل إلى تجاهل أو إهمال مسؤولياتهم الاجتماعية والعائلية، مما يؤدي حتما إلى انهيار الأسرة والحياة الاجتماعية، وعدم الرضا الزوجي والصراع الهائل بين العمل والحياة الشخصية.

كما ويكون لهذا الأمر تأثير سلبي على الصحة العقلية للأزواج والأطفال وغيرهم من المعالين من قبل مدمني العمل او الذين يتعاملون معهم.

3- النتائج الفردية:

يميل مدمنو العمل إلى الإفراط في العمل لدرجة تجاهل احتياجاتهم الشخصية لعادات الحفاظ على الصحة، حيث يؤدي هذا إلى الحرمان من النوم والتعب والإرهاق والاكتئاب، وكلها من المحتمل للغاية أن تضعف جهاز المناعة أيضا.

لذلك، فإن الإصابة بالمرض بشكل متكرر أمر لا مفر منه. وعلاوة على ذلك، غالباً ما يؤدي التوتر والإكراه على العمل باستمرار إلى الإصابة بالقلق والاكتئاب واضطرابات المزاج الأخرى أيضاً.

وتجدر الإشارة إلى أن الآثار السلبية لإدمان العمل كما هو موضح أعلاه تتجاوز الفرد المدمن على العمل. لذلك، إذا كنت تعاني من هذا الإدمان بالفعل، فمن الضروري أن تحصل على المساعدة من معالج سلوكي أو متخصص في الصحة العقلية.

النهضة نيوز