في أوائل عام 2020، كان نوح سترايكر طالب الدراسات العليا في جامعة بروك في نيويورك يقوم بإحصاء لعدد البطاريق الموجودة في جزيرة الفيل في القطب الجنوبي، حيث وجد نفسه فجأة محاطاً بآلاف لا يمكن عدها من طيور البطريق. دفعه هذا إلى التساؤل عن عدد طيور البطريق في هذه الجزيرة، وبعد جهد كبير تمكن من تحديد عددها الذي وصل إلى مليون طائر بطريق.
دفعت الحادثة نوح سترايكر إلى طرح سؤال آخر: ما هو أكبر تجمع مسجل للحيوانات في العالم؟
اكتشف سترايكر أن هناك نوع آخر من الحيوانات يتفوق على البطاريق في حجم التجمعات وهو طائر الحمام المخطط الذقن حيث وصلت أعدادها إلى 2 مليون حمامة في سرب واحد على الجزر الجنوبية للقطب الجنوبي.
دفع السؤال سترايكر للبحث في مياه المحيطات فاكتشف أن هناك تسجيلات لأسراب من سمك الرنغة "الرنجة" التي تتحرك مجتمعة بأعداد ضخمة تصل إلى 4 مليار سمكة في السرب الواحد.
تحت سطح الأرض، وجد سترايكر مبدئياً الإجابة عن سؤاله، حيث اكتشف وجود تجمعات ضخمة للنمل الأرجنتيني. لقد بنى هذا النمل النشيط أكبر مستعمرة معروفة في العالم حيث تمتد لمسافة 6000 كم تحت الأرض وعبر كامل مساحة أوروبا تقريباً ويصل عدد النمل في المستعمرة إلى عدة تريليونات.
يعتبر سترايكر أن أهم شيء يجب القيام به الآن هو مراقبة نشاطات الإنسان بحيث نتمكن من حماية هذه الحيوانات واستمرار وفرتها.