اكتشف الباحثون بقايا متحجرة لمخلوق غريب جاب كوكب الأرض في الماضي البعيد، والذي عاش مع الديناصورات.
وتم تسمية المخلوق غير المعروف باسم Adaltherium يترجم إلى "الوحش المجنون"، كما ويعتقد الباحثون أنه يمثل قطعة مهمة في لغز التطور المبكر للثدييات في نصف الكرة الجنوبي.
وبحسب ما ورد، يبلغ عمر هذا المخلوق الغريب ما يصل إلى 66 مليون سنة، ويعتقد الباحثون أنه يقدم نظرة ثاقبة للتاريخ التطوري للثدييات في شبه القارة الجنوبية القديمة في جوندوانا.
Adaltherium "الوحش المجنون"
والجدير بالذكر أن هذه القارة العملاقة القديمة قد أصبحت تعرف اليوم باسم إفريقيا وأمريكا الجنوبية وأستراليا والقارة القطبية الجنوبية وشبه القارة الهندية، إلى جانب شبه الجزيرة العربية.
بالإضافة إلى ذلك، أوضح الباحثين أن اسم Adaltherium الذي أطلقوه على الكائن الغريب يترجم إلى "الوحش المجنون"، وأن الحفريات المكتشفة عبارة عن هيكل عظمي شبه كامل ومحفوظ جيدا، مضيفين أنه الهيكل العظمي الأكثر اكتمالا لأي حيوان ثديي تم اكتشافه في نصف الكرة الجنوبي قبل انقراض الديناصورات حتى الآن.
تجدر الإشارة إلى أن Adaltherium هو حيوان عملاق بالمقارنة مع الثدييات الجرابية والفئران التي عاشت خلال العصر الطباشيري.
كما أنه يوجد هناك بعض السمات الغريبة التي لوحظت على الهيكل العظمي، والتي تشمل فقرات الجذع الكثيرة، والتي كانت أكثر من تلك الموجودة في معظم الثدييات، وأطرافه الخلفية العضلية الموضوعة في وضع مترامي الأطراف يشبه التمساح الحديث، والساقين الأماميتين المخصصتان للركض.
كما وتشبه الأسنان الأمامية للمخلوق أسنان الأرانب، بينما الأسنان الخلفية تختلف عن أي ثدييات أخرى تعيش الآن انقرضت من على كوكب الأرض.
وتحتوي أحفورة حيوان Adaltherium أيضا على فجوة غريبة في عظام أعلى الأنف، ويبلغ حجم هذا المخلوق حجم حيوان الأبوسوم الحديث تقريبا، وقد عاش بين الديناصورات والتماسيح العملاقة في نهاية العصر الطباشيري في جزيرة مدغشقر، وهو ينتمي إلى مجموعة منقرضة من الثدييات المعروفة باسم gondwanatherians، والتي اكتشفها الباحثين لأول مرة في ثمانينيات القرن الماضي.
حتى وقت قريب من الآن، كانت مجموعة الثدييات تلك ممثلة فقط ببضع الأسنان المعزولة وشظايا الفك التي تم اكتشافها، لكن الباحثين يقولون أن هذا الهيكل العظمي الكامل والمحفوظ بعناية سيفتح نوافذ جديدة على شكل هذه الثدييات القديمة وكيف عاشت.
ومع ذلك، فإن السمات الغريبة لهذه الأحفورة المكتشفة تترك العديد من الأسئلة دون إجابة.
النهضة نيوز