عندما يتعلق الأمر بتفكيك المغذيات الكبيرة في النظام الغذائي، يتساءل معظمنا عما إذا كان لدينا الكثير من الدهون متغافلين إمكانية أن يكون لدينا نقص منها.
حيث أننا دائما ما نفترض أن الدهون ضارة لنا، وأنه شيء من المفترض أن نستهلكه بأقل قدر ممكن، وبينما تحظى الدهون الغذائية بسمعة سيئة للغاية بسبب ارتباط فائضها بالسمنة والإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب وعدد من الأمراض الأخرى، فإن الغياب التام للدهون في نظامك الغذائي وجسمك يمكن أن يؤدي أيضا إلى مشاكل صحية خطيرة.
تأثير نقص الدهون على التعب
• لماذا يحتاج جسمك إلى الدهون ؟
تشير دراسة نشرت في مجلة Nutrition Journal عام 2017 إلى أن ما يربك المستهلكين هو عدم الوضوح بشأن الدهون السيئة و أيها ليست كذلك.
وبينما يسلط العلم الضوء على حقيقة أن استهلاك الدهون المشبعة والدهون المتحولة يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض أخرى، يعتقد الناس في الغالب أنهم بحاجة إلى التخلص من الدهون.
ومع ذلك، تعتبر الدهون من العناصر الغذائية الأساسية أيضاً، ويحتاج جسمك إلى كمية مناسبة من الأحماض الدهنية الأساسية ليعمل بشكل صحيح.
لذلك، في حين أنك قد تكون أكثر قلقًا بشأن إدخال كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالفيتامينات في نظامك الغذائي، يجب أن تعلم أنه لن يتم امتصاص جزء واحد منها في جسمك إذا لم تحصل على كميات كافية من الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة والمتعددة غير المشبعة.
وذلك لأن معظم الفيتامينات بما في ذلك A و D و E و K قابلة للذوبان في الدهون بشكل أساسي ، كما أنك ستحتاج أيضا إلى الأحماض الدهنية لدعم وظيفة عينيك ودماغك، ولتخثر الدم والتئام الجروح وللإنتاج المناسب للهرمونات مثل هرمون التستوستيرون والإستروجين.
• علامات نقص الدهون التي يجب البحث عنها:
نظرا لأن الأحماض الدهنية الأساسية تلعب مثل هذه الأدوار المهمة في أداء جسمك، فمن المحتمل أن يظهر نقص الدهون بعدة طرق. فيما يلي العلامات الأساسية التي يجب أن تبحث عنها:
1- تساقط الشعر:
تساقط الشعر
تعتبر جزيئات دهنية معينة تسمى البروستاجلاندين ضرورية لنمو الشعر وصحته، وعندما لا تأكل كمية كافية من الدهون، تتضرر بصيلات الشعر والجذع، مما يعني إصابتك بتساقط الشعر والمشاكل ذات الصلة.
2- مشاكل الهرمونات:
تعد الفيتامينات والمعادن الكافية مثل فيتامين D وفيتامين B12 و السيلينيوم ضرورية لدعم جهاز الغدد الصماء في أداء وظيفته المتمحورة حول إنتاج الهرمونات.
ويشير نقص الدهون إلى أنك لا تحصل على ما يكفي من هذه العناصر الغذائية، مما يعني أنه من المحتمل أن تكون هرموناتك في حالة من عدم التوازن.
وبالنسبة للنساء، يمكن أن يسبب ذلك عدم انتظام في الدورة الشهرية، ويمكن أن يؤثر على الوظيفة الجنسية والعقلية لكلا الجنسين أيضاً.
3- التعب:
مرة أخرى، فإن الارتباط الذي لا يمكن إنكاره بامتصاص الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة هو ما يسبب مشكلة مثل التعب والإرهاق عندما يكون لديك نقص في الدهون.
وبصرف النظر عن نقص هذه العناصر الغذائية الحيوية، فإن الجوع المفرط المرتبط بنقص الدهون يمكن أن يؤدي إلى الإجهاد البدني والعقلي أيضاً.
4- مشاكل الجلد:
أشارت دراسة نشرت في مجلة Acta Paediatrica في عام 1962 إلى أن الجلد هو الجزء الأكثر ضعفا في الجسم والذي يعاني بشكل واضح بسبب نقص الدهون، وهذه النتيجة ظلت صحيحة حتى بعد عقود.
كما أن جلدك ليس أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب والتورم فحسب، بل وقد تصاب أيضاً بطفح جلدي متقشر أو جاف مرتبط عادة بالتهاب الجلد نتيجة لذلك.
تأثير نقص الدهون على الجلد
5- انخفاض المناعة:
إذا كنت تتناول الخضار والفواكه وحتى بعض الكربوهيدرات وما زلت تمرض بشكل متكرر، فقد حان الوقت للتحقق مما إذا كنت تتناول متطلبات الدهون التي يحتاجها جسمك.
ونظراً إلى أن نقص الدهون يشير إلى سوء الامتصاص، فإن جسمك لا يحصل على ما يكفي من العناصر الغذائية حتى لو كنت تستهلكها، مما يؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة لديك.
لذلك تناول الكثير من المكسرات والبذور، فمن المرجح أن يحل ذلك نقص الدهون لديك ويؤدي إلى حصولك على صحة جيدة.
النهضة نيوز