وقال: "نسأل الله أن يبارك رهبانياتكم وجمعياتكم ويقدس أعضاءها، وأن يرحمنا فيشفي المصابين بوباء كورونا ويبيد بقدرته الإلهية هذا الوباء، ويعيد إلى الكرة الأرضية حياتها الطبيعية.
وأشار الراعي في معرض رسالته الدينة إلى التشوه والاستعمار الثقافي المتجلي بفقدان الحس التاريخي، الذي يحتقر الماضي، تحت وطأة إيديولوجيات متعددة الألوان، تجتذب نحو مستقبل آخر، وتتلاعب بتعابير كبيرة وتشوه معناها كالحرية والديمقراطية والعدالة والوحدة.
وبين أن السياسة تفقد مبرر وجودها عندما تستخدم للسيطرة وزرع اليأس وإثارة الغضب واللاثقة، وتفقد دورها كمناقشة سليمة حول مشاريع طويلة المدى تهدف إلى تنمية الخير العام. مما يؤدي إلى صراع المصالح الذي يضع الجميع ضد الجميع..
ولفت إلى أن جائحة كورونا وضربات التاريخ التي تبقى مجرد أحداث خارجية، بينما ينبغي أن تعلمنا أننا جميعا في زورق واحد، إذا أصاب ضرر فردا واحدا يصاب الجميع. ما من أحد يخلص لوحده، ولا يمكننا أن نخلص إلا مجتمعين. يجب أن يسقط قناع "الأنا" الخائف لصالح الإنتماء كإخوة، وأن يسقط الإدعاء بأننا أسياد مطلقون، وأن نستخلص درسا يقودنا إلى "النحن".
ونوه إلى أن المهاجرين الذين يغادرون أوطانهم قسرا غالبا ما يتعرضون للعنف والإتجار بالبشر والإعتداء النفسي والجسدي، وللمعاناة التي لا توصف، وللطرق في التعامل التي تشعرهم بأنهم أقل قيمة وإنسانية.
كما أوضح أن التناقض بين وسائل التواصل وجعل الحياة الخاصة تحت مراقبة مستمرة، يستباح عرض كل شيء من خلال التواصل الرقمي، حتى أصبح كل شخص هدفا لنظرات فضولية تكشف خصوصياته. وهكذا يتلاشى احترام الآخر وتعرى حياته إلى أقصى الحدود.
وقال: الشعب يريد الحقيقة مهما كانت مرجعية التحقيق، ويريد أن يذهب التحقيق إلى أساس الكارثة لا إلى ضفافها. ماذا نقول اليوم لأهالي أكثر من 200 ضحية ولأكثر من 6500 جريح وجريحة ولأكثر من 300 ألف مشرد، بالإضافة إلى نصف الشعب اللبناني الذي صار فقيرا؟ كيف نعوض على بلد فجر مرفأه؟ كيف ننظر إلى عاصمة نصفها مدمر، وأجمل أحيائها وبيوتها التراثية ومكتباتها وبناياتها وجامعاتها ومدارسها وكنائسها ومعابدها وجوامعها ومؤسساتها السياحية مهدم؟ من أين نأتي بـ 15 مليار دولار لإعادة الترميم والبناء والتعويض؟ وكيف ننهض بالإقتصاد والتجارة المنهارين؟ مع كل ذلك ليس عندنا حكومة من دون أي مبرر سوى النيات الخبيثة التي تتسلل وتهدم.
وأضاف: يريد اللبنانيون أن يعيشوا في لبنان الكبير بالمساواة مع بعضهم البعض، لا على حساب بعضهم البعض، وضد بعضهم البعض. المساواة في الإنماء والضرائب والرسوم والجباية، المساواة في المشاركة في القرار الوطني، لا في التفرد به خارج الشرعية وفرضه على الآخرين.
وطالب المعنيين مصارحة الشعب وبناء جسر الثقة عن سبب عدم تأليف الحكومة، فمن حقه أن يعرف واقعه ومصيره. ان لدى بعض المسؤولين الجرأة في الفشل، فليكن لدى البعض الآخر الجرأة في النجاح، وفي مصارحة الشعب.
النهضة نيوز