دراسة تثبت أن صحة الآباء مرتبطة بفرص حدوث الإجهاض لزوجاتهم

علوم

دراسة تثبت أن صحة الآباء مرتبطة بفرص حدوث الإجهاض لزوجاتهم

25 كانون الأول 2020 20:04

تشير دراسة جديدة كبيرة إلى أن الرجال الذين يخططون لأن يكونوا آباء يجب أن يحاولوا الحصول على الشكل الصحي والصحة الجيدة أولا.


ووجد الباحثون أنه عندما يعاني الآباء من ظروف صحية مثل ارتفاع ضغط الدم أو السمنة، فإن احتمالات تعرض زوجاتهم للإجهاض أو ولادة جنين ميت تزداد بشكل مطرد.

وقال الخبراء أن نتائج دراستهم لا تثبت أن صحة الأب تؤثر بشكل مباشر على حمل زوجاتهم، ولكن بالنظر إلى أن عادات صحة الرجال ونمط حياتهم يمكن أن تؤثر على جودة الحيوانات المنوية، فمن المعقول أن يحدث الآباء فرقا في نتائج الحمل.

وقال كبير الباحثين القائمين على الدراسة، الدكتور مايكل أيزنبرغ، مدير قسم الطب التناسلي الذكري والجراحة في كلية الطب بجامعة ستانفورد في كاليفورنيا: "نحن بحاجة إلى إجراء مزيد من الدراسات لمعرفة الآليات المحددة للأمر بدقة أكبر".

صحة الآباء مرتبطة بفرص حدوث الإجهاض

في غضون ذلك، قال الدكتور أيزنبرغ أنه لا ضرر في تشجيع الرجال على تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة والتحكم في أي حالات صحية مزمنة بشكل أفضل بالتأكيد.

وأوضح الدكتور أيزنبرغ أن نتائج الدراسة التي نشرت على الإنترنت بتاريخ 18 ديسمبر في مجلة Human Reproduction العلمية المرموقة، تستند إلى سجلات التأمين التي تغطي ما يقرب من 959000 حالة حمل في الولايات المتحدة، والتي انتهى فيها ما يقرب من 173000 حالة إجهاض أو إملاص أو حمل خارج الرحم.

بالإضافة إلى ذلك، نظر فريق الباحثين بقيادة الدكتور آيزنبرغ فيما إذا كانت التشخيصات الصحية للآباء قبل الحمل تظهر أي ارتباط بخطر فقدان الحمل، وهو ما وجدوه في حقيقة الأمر.

وبشكل عام ، وجدت الدراسة أن خطر فقدان الحمل يتزايد مع عدد المشكلات الصحية التي يعاني منها الأب .

وإذا كان الأب مصاباً بأحد اضطرابات متلازمة التمثيل الغذائي على سبيل المثال، يرتفع خطر فقدان الحمل لدى زوجته بنسبة 10٪، ووجد الباحثين أنه إذا كان لديه ثلاثة مكونات أو أكثر من هذه المتلازمة الغذائية، فإن الخطر يرتفع بنسبة 19٪ أيضاً.

وتجدر الإشارة إلى أن اضطرابات متلازمة التمثيل الغذائي هي مجموعة من عوامل الخطر المسببة لأمراض القلب والسكتة الدماغية، والتي تشمل السمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول وداء السكري من النوع الثاني.

كما وربطت الدراسات السابقة بين تقدم العمر لدى الأب وبين نتائج الحمل السيئة، الأمر الذي قد يعود إلى انخفاض جودة الحيوانات المنوية مع التقدم في العمر.

لكن الدكتور أيزنبرغ قال أن نتائج هذه الدراسة لم يتم تفسيرها من خلال التقدم في السن، واعتبر تدهور صحة الأب في أي عمر كان مهما.

بالطبع، قد يكون لدى الرجال الذين يعانون من حالات صحية أكثر زوجة تعاني من حالة صحية سيئة أيضاً، لكن فريق الدكتور آيزنبرغ وضع في عين الاعتبار صحة الأمهات الحوامل، ولم يشرح بشكل كامل النتائج المتعلقة بصحة الآباء.

في حين قال الدكتور راهول جوبتا، وهو كبير المسؤولين الطبيين والصحيين في جامعة الدايمز غير الربحية: "لقد علمنا أن صحة الأسرة مهمة لصحة الطفل، حيث أن الأطفال يتعلمون النظام الغذائي والتمارين الرياضية وعادات نمط الحياة الأخرى من البالغين الذين يعيشون حولهم. وأشارت هذه الدراسة إلى أن تأثير الأب يبدأ في وقت مبكر من الحمل".

لكن الدكتور جوبتا قال أيضاً أن الأبحاث السابقة أظهرت أن جينات الأب تساعد في تكوين المشيمة – و، وغالباً ما يرتبط فقدان الحمل بمشاكل في المشيمة، مضيفاً: "إن هذا المجال العلمي يحتاج إلى المزيد من التطوير بلا شك. وفي الوقت الحالي، اتفق مع الدكتور أيزنبرغ على أنه لا ينبغي تجاهل صحة الآباء في المستقبل، فلوقت طويل، لم نفكر بهذه الطريقة".

كما وأضاف الدكتور أيزنبرغ أن صحة المرأة تظل "ذات أهمية قصوى" عندما يتعلق الأمر بنتائج الحمل، لكنه أشار إلى أنه لا يمكن للآباء أن يفعلوا الخير لأنفسهم وعائلاتهم إلا من خلال أخذ صحتهم على محمل الجد أيضاً.

شبكة نيوز ماكس