لبنان بأطيافه السياسية والدينية يدين جريمة حرق مخيم السوريين في المنية شمال لبنان

أخبار لبنان

لبنان بأطيافه السياسية والدينية يدين جريمة حرق مخيم السوريين في المنية شمال لبنان

28 كانون الأول 2020 19:49

أعرب حزب الله في لبنان عن استنكاره عما قام به بعض الأشخاص بحرق خيم النازحين السوريين في بلدة بحنين - المنية، واعتبر أن ما حصل جريمة بحق مواطنين سوريين أبرياء، ودعا الجهات المختصة إلى ملاحقة الفاعلين وإنزال أشد العقوبات بهم، منعاً لتكرار هذه الحوادث المؤلمة، مشدداً بضرورة المحافظة على روح التعاون والإخوة القائمة بين الشعب اللبناني والأشقاء السوريين.

ومن حهته اعتبر "تجمع اللجان والروابط الشعبية" حرق 100 خيمة للاخوة النازحين في بلد بحنين الشمالية وتشريد مئات العائلات السورية اللاجئة ليست جريمة ضد الإنسانية فحسب، بل هي جريمة ضد لبنان والمجتمع والدولة والقيم، وضد الاخوة اللبنانية السورية الراسخة الجذور على مدى العقود وتأسيس لاحقاد تستمر لعقود.

كما ووصف التجمع فاعل هذه الجريمة هو صاحب الخطاب العنصري المتصاعد ضد الاخوة السوريين والفلسطينيين، وهو كل جهة محلية وإقليمية تضع العراقيل أما عودة الاخوة السوريين إلى بلادهم عودة آمنة وسريعة، وتحاول تجيير هذه القضية الإنسانية لخدمة أجندات مشبوهة.

ودعا "الدولة بكل أجهزتها القضائية والأمنية، إلى الكشف عن المجرمين ايا كانوا وإنزال أقصى العقوبات بهم".

وفي السياق رفضت "الكتلة الوطنية" الاعتداء على مخيم بحنين في المنية للاجئين السوريين وتشريد العائلات، واعتبرته عمل مدان بالمعايير الإنسانية والأخلاقية كافة. 

وطالبت الكتلة القضاء بأخذ مجراه فيالتحقيق والعقوبات لأن تكرار الاعتداءات هو نتيجة مباشرة لعجز السلطة عن حماية اللاجئين السوريين والمواطنين ولغياب المحاسبة ولتقصيرها في معالجة موضوع اللجوء السوري، بما يؤمن حدا أدنى من الكرامة الإنسانية للجميع.

وقالت الكتلة في بيان لها: "إن هذه السلطة الفاشلة قد اقتصر دورها خلال السنوات الماضية على تغذية العنصرية والاستيلاء على أموال المساعدات الدولية وتغييب أي خطة اجتماعية واقتصادية، للتخفيف من عبء اللجوء على كاهل المواطنين. وغياب المحاسبة اليوم كما الخطاب التحريضي لأركان السلطة، يثيران علامات استفهام حول ما يشكل محاولة واضحة منها لتحويل اللاجئ السوري إلى "كبش محرقة" للتنصل من مسؤوليتها في الانهيار الحاصل".

واعتبرت الكتلة هذا الحادث دليل إضافي على سقوط المنظومة الطائفية وعلى أن مدخل الحل، بما فيه لأزمة اللجوء السوري، هو الدولة السيدة المدنية التي تحمي الجميع على اختلاف انتماءاتهم العرقية والقومية والدينية والفكرية".

كما استنكر الرئيس الأسبق فؤاد السنيورة ما حدث أول أمس بمخيمات النازحين السوريين في المنية بحنين شمال لبنان، وما قام به بعض المشبوهين بإضرام النار في الخيم التي تؤوي 75 عائلة أي ما يقارب من 400 نازح".

واعتبر السنيورة أن هذا العمل يخالف قيم مجتمعنا اللبناني العربي، وهو عمل مدان ومستنكر بكل المقاييس، ومرفوض رفضا تاما، وهم في لبنان ضيوف موقتون ريثما يتمكنوا من العودة إلى ديارهم، والواجب الإنساني يقتضي منا جميعا وهم في ربوع لبنان وبين ظهرانينا التضامن معهم وليس الاعتداء عليهم.

واستبعد السنيورة بنسب ماجرى لأهل منطقة المنية ووصفهم بأنهم أبطال ولطالما ناصروا الضعيف ووقفوا إلى جانب الدولة والقانون ورفضوا اللجوء الى العنف واستخدام القوة.

وقال: لا يمكن إلا أن نستذكر لأهل هذه المنطقة العزيزة على جميع اللبنانيين وقوفهم المشرف إلى جانب الدولة اللبنانية والجيش اللبناني في معركته الوطنية في نهر البارد".

وطالب السنيورة اعتقال المعتدين وإحالتهم إلى السلطات القضائية المختصة وإنزال أشد العقوبات بحقهم.

يذكر أن رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان أدان إحراق مخيم النازحين السوريين في المنية بحنين شمال لبنان، ووصفها بالجريمة البشعة ضد الإنسانية والقيم والأخلاق.

ودعا أرسلان في تصريح له اليوم الأجهزة القضائية والأمنية المختصة إلى فرض سلطتها ومحاسبة الفاعلين.

وفي السياق استنكر حزب الاتحاد اللبناني إحراق المخيم في المنية، وقال الحزب في بيان اليوم إن هذا الحادث الإجرامي هو عمل مشبوه ومدان ويترك أبعاداً خطيرة على العلاقات الأخوية التي لا يجوز لأي طرف المس بها أو جعلها غرضاً لأهدافه الشخصية خصوصاً في ظل ما تشهده المنطقة من جنوح نحو قطريات بغيضة تعمق التباعد بين أبناء الأمة الواحدة” مشدداً على أن هذا الإجرام لا يخدم إلا أصحاب المشاريع المرتبطة بأجندات خارجية.

ودعا الحزب إلى معاقبة الفاعلين بإنزال أشد العقوبات بهم ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه المس بالروابط الجامعة بين الشعبين الشقيقين.

من جهته رجح اللواء جميل السيد صباح اليوم أن حرق مخيم اللاجئين السوريين في منطقة المنية بحنين شمال لبنان ألا يكون حادث فردي، بل هو راجع لاحتقان معيشي واجتماعي بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به لبنان، وما يستفيد من السوريون بمحاصصة اللبنانيين بالدعم الذي تقدمه الدولة وهي مفلسة.

وغرد السيد على حسابه الشخصي تويتر قائلاً: حرْق مخّيم للنازحين في الشمال، ربّما حادث فردي والأرجح لا، لكن ثمّة إحتقان معيشي وإجتماعي يكبر بوجود النازحين، دولتنا مفلّسة وتدعم الناس غذاءً ودواء ومحروقات بنصف مليار $شهرياً ويستفيد النازحون من الثُلْث، هنالك دُوَل وأحزاب لبنانية ترفض إعادتهم إلى سوريا، شرّفوا ساهموا بالدعم.

وسجل مساء أول أمس نزوح عدد كبير من العائلات السورية من مخيم المنية بحنين، وذلك بعد إقدام عدد من الشبان في منطقة المنية على إضرام النار بمخيم للنازحين السوريين ما أدى لاحتراقه بالكامل وذلك بعد وقوع إشكال في المنطقة بين عدد من النازحين السوريين وشبان من "ال المير" حيث تطور الى إطلاق نار من الطرفين وتخلله سقوط جرحى.

وفي التفاصيل، أفادت مصادر إعلامية أن خلافاً وقع بين شخص (سوري الجنسية) من جهة وأخوين من جهة أخرى، أحدهما عسكري في الجيش اللبناني، على خلفية لعبة كرة قدم في محلة التبانة في طرابلس، حيث أقدم السوري على تشطيب الأخوين بآلة حادة كان يملكها بحوزته، أصيبا بجروح طفيفة في اليدين، وسرعان ما توجه الشابان اللذان تعرضا للضرب بالآلة الحادة لإضرام النار بالمخيمات السورية في مخيم المنية.

وعلى الفور توجهت دورية من الجيش اللبناني إلى المكان وعملت على تطويق الإشكال وتوقيف الشاب السوري حيث تم تحويله للتحقيق.

وذكر مصدر أمني أن الجيش اللبناني أوقف أحد المتورطين بإحراق مخيم للاجئين السوريين في بحنين بقضاء المنية شمال لبنان، ليل السبت.

ونقلت قناة "الجديد" اللبنانية عن مصدر أمني، أنّ الإشكال الذي سبق الحريق في مخيم النازحين السوريين بحنين المنية وقع بعد أن حضر أشخاص من عائلة لبنانية إلى المخيّم لشراء بعض الحاجيات من محل تابع لعائلة سورية، وقد كان المحل مقفلا، فحاول هؤلاء الأشخاص إجبار أصحابه على فتحه، إلا أنّهم رفضوا.

وأضاف المصدر، أنه "لدى مغادرتهم، وجّه هؤلاء الأشخاص ألفاظا نابية إلى فتاة من العائلة السورية المذكورة، ما أدّى إلى وقوع الإشكال، حيث أقدم الأشخاص من العائلة اللبنانية على إحراق خيمة، ما أدى إلى امتداد النيران إلى سائر خيم اللاجئين السوريين".

وأكد المصدر، أن الجيش أوقف شخصا من العائلة اللبنانية وتمّ إيواء اللاجئين، الذين شُرّدوا من المخيّم، في بعض المدارس، فيما تجري متابعة التحقيقات.

وكان محافظ شمال لبنان أكد احتراق حوالي 100 خيمة للاجئين السوريين، وتهجير 500 إلى 700 شخص من المخيم.

وطالبت الخارجية السورية القضاء اللبناني بكشف الفاعلين، وحماية اللاجئين السوريين وحفظ كراماتهم.