دراسة تكشف من هم الأكثر عرضة للإصابة بالسرطان

علوم

الناجين من السرطان أكثر عرضة للإصابة به مرة أخرى

31 كانون الأول 2020 18:08

توصلت دراسة جديدة إلى أن الناجين من السرطان أكثر عرضة للإصابة بسرطان آخر والوفاة منه.


ويمكن أن تنتج السرطانات الجديدة عن الاستعداد الوراثي، أو من علاجات مثل الإشعاع والعلاج الكيميائي المستخدم لمحاربة السرطان الأول، وكذلك من أنماط الحياة غير الصحية مثل التدخين والسمنة، وذلك وفقاً لباحثين من جمعية السرطان الأمريكية.

وأشار الباحث الرئيسي في الدراسة الدكتور أحمدي جمال، نائب الرئيس الأول في جمعية السرطان الأمريكية، إلى أن بعض هذه العوامل لا يمكن السيطرة عليها، ولكن يمكن السيطرة على بعضها الآخر، وقال: "يمكننا أن نفعل الكثير فيما يتعلق بالتدخين وزيادة الوزن والسمنة، وعلينا أن نجعل أطباء الرعاية الأولية يبذلون جهودا أكثر تضافرا لتثقيف مرضاهم أو تقديم المشورة لهم، بالإضافة إلى أن فحص النساء المدخنات لسرطان الثدي وعنق الرحم والقولون والرئة أمر ضروري للغاية".

مرض السرطان

كما وقالت الدكتورة أليس بوليس، عميدة قسم الثدي في معهد نورثويل هيلث للسرطان في سليبي هولو بولاية نيويورك، أن الامتناع عن التدخين والحفاظ على وزن صحي يمكن أن يقطع شوطا طويلا في الوقاية من الإصابة بسرطان ثاني.

وأضافت بوليس: "تظهر المزيد والمزيد من الدراسات أن هذه الأشياء مهمة بشكل خاص بالنسبة لمرضى السرطان، وخاصة سرطان الثدي، حيث أنه يوجد لدينا الكثير من البيانات التي تظهر أن هذه الأشياء ستساعد في الوقاية من الإصابة بسرطان الثدي مرة ثانية".

وأكملت: "لسنا بارعين في ذلك التحدث حول هذا الأمور الشخصية مع المرضى كما هو الحال في أوروبا والدول الأخرى. فما زلنا في الغالب مؤسسة طبية تطلب رسوما مقابل الخدمة، ونصائح الوقاية لا تفيد ماليا كما يفعل العلاج، وهذه مشكلة كبيرة في الولايات المتحدة بالفعل".

خلال الدراسة، جمع الباحثون بيانات عن أكثر من 1.5 مليون أمريكي تغلبوا على السرطان بين عامي 1992 و2017، وذلك بالاعتماد على 12 سجلا لتتبع مرضى السرطان.

ومن بين الناجين، أصيب أكثر من 156 ألفا بسرطان أولي ثاني، وتوفي أكثر من 88800 بسببه.

بالإضافة إلى ذلك، وجدت الدراسة أن الرجال معرضون بنسبة 11٪ لخطر الإصابة بسرطان ثانٍ وهم معرضين لخطر أعلى بنسبة 45٪ للوفاة منه، مقارنة بالنساء اللواتي كن أكثر عرضة للإصابة بسرطان ثاني بنسبة 10٪، وأعلى بنسبة 33٪ لخطر الوفاة منه.

وبحسب الدراسة، كان الرجال الذين نجوا من الإصابة بسرطان الحنجرة وسرطان الغدد الليمفاوية "هودجكين" أكثر عرضة للإصابة بسرطان آخر، وكان الرجال الذين نجوا من سرطان المرارة أكثر عرضة للوفاة من سرطان ثاني.

في حين كانت النساء اللواتي نجين من سرطان الحنجرة والمريء أكثر عرضة للإصابة بسرطان آخر، والنساء اللواتي نجين من سرطان الحنجرة كن أكثر عرضة للوفاة من سرطان ثاني أيضاً.

مرض السرطان

بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون تباينا كبيرا بين الأنواع المحددة من السرطانات الأولى وأنواع السرطانات الثانية، حيث كانت السرطانات الثانية المرتبطة بالتدخين والسمنة هي الأكثر شيوعا بين غالبية المشاركين في الدراسة.

وكانت مخاطر الإصابة بالسرطان الثاني المرتبط بالتدخين أعلى بين أولئك الذين نجوا من السرطانات الأولى المرتبطة بالتدخين مثل سرطانات الجهاز التنفسي، فقد شكلت السرطانات الثانية المرتبطة بالتدخين، بما في ذلك الرئة والمسالك البولية والمثانة والفم والمريء ما تتراوح نسبته بين 26-45% من السرطانات الثانية والوفيات.

ووجد الباحثون أن سرطان الرئة في حد ذاته مثل ما نسبته 31٪ إلى 33٪ من جميع الوفيات الناجمة عن السرطانات الثانية، وأن الناجين من السرطانات المرتبطة بالسمنة لديهم احتمالات أعلى للإصابة بسرطانات ثانية مرتبطة بالسمنة.

وقال الباحثون أن أربعة أنواع من السرطانات المرتبطة بالسمنة، وهي سرطان القولون والبنكرياس وبطانة الرحم والكبد شكلت ما نسبته 22٪ إلى 26٪ من جميع الوفيات الناجمة عن السرطانات الثانية.

وقال الدكتور أنتوني داميكو، أستاذ علاج الأورام بالإشعاع في كلية الطب بجامعة هارفارد في بوسطن، أن السرطانات الثانية يمكن أن تكون مميتة لأنها تحدث غالبا عن طريق الإشعاع أو العلاج الكيميائي، ومن ثم يقاوم المرضى تلك العلاجات أو يرفضونها خوفا منها.

وأضاف الدكتور داميكو: "نتيجة لذلك، لا يكون أماما أي خيار لاستخدامه سوى الجراحة، لذا فإن السبب الرئيسي وراء أهمية الفحص والاكتشاف المبكر للسرطان الأول والثاني هو قلة الخيارات العلاجية المتاحة".

شبكة نيوز ماكس