أشارت دراسة حديثة إلى أن الأطفال يمكن أن يعززوا تحصيلهم الدراسي في المدرسة إذا مارسوا التمارين الرياضية خلال دروسهم في الرياضيات ودروس اللغة الإنجليزية والعلوم.
واستعرض الباحثون 42 دراسة نظرت في فوائد النشاط البدني أثناء الحصص الدراسية بين الأطفال وصغار السن.
ووجد الباحثون أن الأطفال الذين تعلموا الاعتماد في الدروس على القيام ببعض الأنشطة البدنية مثل القفز على سبيل المثال، أظهروا أداءً أفضل في إختبارات مادة الرياضيات.
كما أظهرت النتائج أيضاً أن الأطفال الذين مارسوا مثل تلك الأنشطة في الفصل كانوا أكثر تركيزاً قدرةً على اتباع التعليمات وتلقي المعلومات الجديدة.
وقام باحثو كلية لندن الجامعية بقيادة البحث الجديد، والذي تضمن أيضاً خبراء من هولندا وأستراليا وسنغافورة.
وقالت كبيرة الباحثين الدكتورة إيما نوريس، التي تتخذ من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس مقراً لها: "النشاط البدني مفيد لصحة الأطفال، وأكبر مساهم في استغلال طاقة الأطفال ودفعهم للنوم بمجرد العودة للمنزل في حياة الأطفال هو أنهم يقضون سبع أو ثماني ساعات في اليوم في الفصول الدراسية ".
وأضافت: "تبين دراستنا أن الدروس التي يتم ربطها بالأنشطة البدنية والحركية أثناء الحصة الدراسية إضافة مفيدة إلى المنهاج الدراسي وتعزز قدرة الطلبة على تلقي المعلومات الجديدة وتزيد من نسبة التركيز لديهم، والمدرسين الذي يتبعون هذه الطريقة، يمكنهم إنشاء تجربة تعليمية لا تنسى، ومساعدة الأطفال على التعلم بشكل أكثر فعالية ومتعة".
وقال الدكتور تومي فان ستين، من جامعة ليدن في هولندا، وهو أحد المؤلفين المشاركين في الدراسة، إن التحسينات التي يمكن اضافتها للدروس يمكن أخذها من تمارين بدنية أساسية وبسيطة للغاية ومهمة للأطفال.
وأضاف: "يمكن للمدرسين بسهولة دمج هذه الأنشطة البدنية في المنهج الحالي لتحسين تجربة التعلم لدى الطلاب، حيث يمكن أن تشمل الأنشطة النموذجية استخدام الحركة للدلالة على ما إذا كانت المعلومة صحيحة أو خاطئة، أو القفز على الفور لعدد معين من المرات للإجابة على سؤال في مادة الرياضيات".
ووفقاً للدراسة، تم أخذ البيانات من حوالي 13000 طفل تتراوح أعمارهم بين 3 و14 عاماً، ثم قام العلماء باختبار الصغار ولاحظوا انتباههم ودونوها قبل أن يقوموا بتحليلها ومقارنتها بالأبحاث السابقة، وتم إجراء نصف التجارب التي تمت مراجعتها في المجلة البريطانية للطب الرياضي في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى سبع تجارب في أستراليا وخمس في المملكة المتحدة، بنما تم إجراء باقي الدراسات في الصين وكرواتيا وإيرلندا ودولة الاحتلال الاسرائيلي وهولندا والبرتغال والسويد.
وفي إحدى الدراسات، ركض الأطفال في سن الثامنة والتاسعة على الفور لمحاكاة السفر حول العالم، للإجابة على الأسئلة في مختلف البلدان.
وخلص الخبراء إلى أن الأطفال، الذين كانوا جميعهم من لندن، كانوا أكثر نشاطاً وأكثر تركيزاً على المهمة من أقرانهم في مجموعة مراقبة أخرى لم يتم اتباع هذا الأسلوب معهم، حيث لاحظ فريق الباحثين، الذي كانت تترأسه أيضاً الدكتورة نوريس، كيف اتبع الطلاب تعليمات المعلمين بانتباه وتركيز شديدين.
وجدت أحد التجارب الأخرى التي تمت مراجعتها أن أطفال المدارس الابتدائية يمكن أن يستفيدوا أيضاً من الحصول على دروس نشطة بدنياً، حيث كان الصغار الذين تلقوا ثلاثة دروس نشطة في الأسبوع أفضل في الهجاء والرياضيات بما يمكن وصفه بأنه تقدم عقلي بنسبة عامين على أقرانهم.
وشملت الدروس جعل الأطفال يقفزون على الفور ثماني مرات لحل مجموع الضرب مرتين، ثم قام العلماء الهولنديون بحساب التحسن بما يعادل أربعة أشهر من التعلم الإضافي.