أخطرت منظمة الصحة العالمية بتاريخ 14 ديسمبر 2020 بوجود سلالة جديدة من فيروس كورونا، مما تسبب في القلق في المملكة المتحدة، وذلك بعد أن سيطرت جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد على عام 2020 بالكامل، ويبدو أنها ستستمر بذلك مع بداية عام 2021 الجاري.
حيث أن السلالة الجديدة من فيروس كورونا، والتي أطلق عليها اسم SARS-CoV-2 VOC 202012/01، تحتوي على 23 بديلاً للنيوكليوتيدات (أي الطفرات)، والتي ظهر لأول مرة في جنوب شرق إنجلترا، وانتشرت منذ ذلك الحين في أنحاء المملكة المتحدة.
واعتبارا من تاريخ 26 ديسمبر، تم تحديد السلالة الجديدة من فيروس كورونا من خلال أخذ العينات الروتينية والاختبارات الجينية التي أجريت في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
لقاح فيروس كورونا
وتشير النتائج الأولية إلى أنها أكثر قابلية للانتقال، مما يعني أنها معدية بشكل أكبر، ولكن حتى الآن، لم يكن هناك أي تغيير في شدة المرض، وذلك من خلال الاعتماد في قياسه على مدة الاستشفاء ووفيات الحالات لمدة 28 يوم.
ومع وضع هذه المعرفة في الاعتبار، لا يزال هناك متسع من الوقت لتغيير البيانات المتعلقة بخطورة هذه السلالة الجديدة من الفيروس.
وفي الوقت الحالي، لا يوجد هناك قلق شديد من أنه من المرجح أن تصيب هذه السلالة الأشخاص من جديد مقارنة بالمتغيرات المتداولة الأخرى لفيروس كورونا.
ومع ذلك، فمن المؤكد أنه قد سافر في جميع أنحاء العالم، فقد تم الإبلاغ عنه في 31 دولة أخرى حتى الآن.
• المتغيرات الأخرى من فيروس كورونا:
ذكرت منظمة الصحة العالمية في شهر أغسطس 2020، أن أحد أنواع فيروس كورونا قد كان مرتبطاً بانتشار العدوى بين حيوانات المنك المستزرعة، والتي انتقلت لاحقاً إلى البشر، والذي تم اكتشافه في شمال جوتلاند بالدنمارك، وكان لديه مجموعة من الطفرات التي لم يتم ملاحظتها من قبل.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن هذا التحور المستمر للفيروس يمكن أن يقلل من مدة الحماية المناعية بعد الإصابة الطبيعية بالفيروس أو التطعيم. كما أنه في الوقت الحالي، لا تزال الدراسات جارية لتقييم تحييد الفيروس، ولكن لم يكن هناك سوى 12 حالة بشرية اصيبت بهذا المتغير حتى الآن، ولا يبدو أنها انتشرت على نطاق واسع.
وبتاريخ 18 ديسمبر، تم الإعلان عن متغير جديد من فيروس كورونا في جنوب إفريقيا، حيث انتشر في مقاطعات كيب الشرقية، كيب الغربية، وكوازولو ناتال.
وأشارت التحقيقات المبكرة إلى أن متغير الفيروس التاجي هذا مرتبط بـ "حمولة فيروسية أعلى"، وهذا يعني أن هناك إمكانية لمزيد من القابلية للانتقال والتفشي.
ولكن في الوقت الحالي، لا يوجد "دليل واضح" على ارتباطه بمرض أكثر حدة أو نتائج أسوأ مقارنة بفيروس كورونا الأصلي.
• لماذا يوجد هناك الكثير من متغيرات فيروس كورونا؟
أكد الدكتور جيريمي روس، الكاتب الرئيسي في مجلة Science Focus العلمية، أن عملية تحور الفيروسات تعتبر أمرا طبيعيا للغاية، موضحاً أن غالبية الطفرات لن يكون لها تأثير على الفيروس أو المرض نفسه.
ومع ذلك، فإن منظمة الصحة العالمية تراقب فيروس كورونا التاجي المستجد وجميع متغيراته عن كثب، وذلك لأن بعض الطفرات أظهرت قدرة على الانتقال بشكل أكبر أو التهرب من جهاز المناعة.
وأضاف الدكتور روس: "من الممكن حدوث طفرات في أي وقت. ولكن لحسن الحظ، يتحور فيروس كورونا التاجي المستجد بشكل بطيء للغاية. ولهذا السبب، من المحتمل أن تبقى علاجاتنا ولقاحاتنا الجديدة فعالة ضدها، كما أنه من المحتمل أن سلوك الفيروس لن يتغير بشكل كبير خلال الأشهر المقبلة".
ومع ذلك، يسلط الدكتور روس الضوء على أهمية إنهاء الوباء، فكلما استمر الفيروس في الانتشار، زادت فرص حدوث طفرات جديدة.
صحيفة الديلي إكسبريس