يمكن أن يؤدي تناول بعض الأدوية القوية إلى تغيرات في جهاز المناعة وبعض الأعضاء والأجهزة الحيوية في الجسم، وقد توصلت دراسة جديدة إلى أن إعطاء الأطفال جرعة واحدة قصيرة من المضادات الحيوية سيحولهم في وقت لاحق من العمر إلى مرضى التهاب الأمعاء (IBD).
والجدير بالذكر أن المضادات الحيوية هي أكثر الأدوية الموصوفة للأطفال شيوعاً في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وفي العالم بأسره.
وأشارت بعض الدراسات السابقة إلى أن المضادات الحيوية يمكن أن يقتل البكتيريا "الجيدة" في الأمعاء، ولكن ما زال يتم وصف أعداد كبيرة من المضادات الحيوية الشائعة بما في ذلك الماكروليدات والبيتا لاكتام للأطفال الذين يعانون من التهاب الحلق والتهاب الشعب الهوائية وعدوى الجهاز التنفسي العلوي، على الرغم من عدم وجود دليل على فعاليتها في علاج هذه الحالات المرضية.
بالإضافة إلى ذلك، كشف باحثو جامعة روتجرز أن الأطفال الذين يعالجون بالمضادات الحيوية هم أكثر عرضة للإصابة بمرض التهاب الأمعاء (IBD) في مرحلة البلوغ.
كما وتقدم الدراسة مزيداً من الأدلة على أن المضادات الحيوية الموصوفة للأطفال دون سن عام واحد تسبب اضطرابا مقلقا في البكتيريا المعوية المفيدة للجسم.
وبحسب الدراسة، فإن الأجسام المضادة تدمر العديد من البكتيريا الجيدة الضرورية لتنمية جهاز المناعة لدى الأطفال والذي يساعد على منع الأمراض المختلفة مثل مرض السكري من النوع الأول ومرض التهاب الأمعاء بشكل متكرر.
وقال الدكتور مارتن بلاسر، المؤلف المشارك للدراسة: "تقدم هذه الدراسة دليلا تجريبيا هاما يعزز فكرة وجود ارتباط حقيقي بين تناول المضادات الحيوية والإصابة بمرض التهاب الأمعاء لدى الأطفال في وقت لاحق من الحياة".
مجلة Spring