في دراسة امتدت لأربعة عقود، اكتشف باحثون من قسم أبحاث البيئة والتنوع البيولوجي بجامعة هونغ كونغ، اليابان، أن افتراس الأفاعي للسحالي يدفع هذه السحالي إلى أن تصبح أكثر نشاطاً وبالتالي ترتفع درجة حرارة أجسادها في الجزر التي توجد فيها الثعابين، مقارنة بالجزر الخالية من الثعابين، اكتشف عملهم أيضاً ارتفاع درجة حرارة المناخ على مر السنين ووجدوا أن درجات حرارة جسم السحلية قد زادت أيضاً وفقاً لذلك، وتظهر النتائج أن علم الأحياء الحراري للسحالي يعتمد بشكل كبير على ضغوط الافتراس وأن درجات حرارة الجسم الآخذة في الارتفاع تشير إلى أن مثل هذه العلاقات بين المفترس والفريسة قد تتغير في ظل الاحترار المناخي.
يعتبر هذا البحث أول بحث يقدم ملاحظات طويلة المدى حول البيولوجيا الحرارية وراء العلاقة بين الفريسة والمفترس بين الثعابين والسحالي في جزر إيزو، وتقع هذه الجزر بالقرب من الساحل الجنوبي الشرقي من البر الرئيسي الياباني وتمثل مختبراً طبيعياً قيماً لدراسة العمليات البيئية والتطورية، وعلى غرار الأسباب التي جذبت علماء الأحياء التطوريين في البداية إلى جزر غالاباغوس، فإن نظام الجزر المبسط الذي يحتوي على أعداد منخفضة من الأنواع بشكل عام يوفر فرصة لدراسة الضغوط الانتقائية على الأنواع مباشرة.
في هذا النظام البيئي، يوجد نوع واحد مهيمن من السحالي في جميع هذه الجزر ويسمى "سقنق أوكادا الخماسية الخطوط"، وله مفترس واحد وهو ثعبان الفئران الياباني الذي يوجد في معظم ولكن ليس كل الجزر، وقد نتج عن ذلك أن تجمعات السقنق تعرضت لضغوط تطورية مختلفة، إما خالية من الافتراس من قبل ثعابين الفئران أو عرضة للافتراس.
بدأت المراقبة الأولية وجمع البيانات لأول مرة في أوائل الثمانينيات، عندما لوحظ لأول مرة سلوك السحالي يختلف في الجزر مع وبدون الثعابين، ومنذ ذلك الحين، زار الباحثون الجزر سنوياً لصيد السحالي والثعابين من أجل قياس درجة حرارة الجسم والقياسات الشكلية، ووفقاً لذلك، اكتشف الباحثون أن درجات الحرارة السنوية عبر جزر إيزو قد زادت بما يزيد قليلاً عن 1 درجة مئوية منذ أن بدأ تسجيل الملاحظات لأول مرة، وأن درجة حرارة جسم السحلية قد زادت أيضاً بنفس النسبة تماماً.