عالم الحيوان

الطيور تقوم بتغيير دورة حياتها لتواكب تغير المناخ

3 كانون الثاني 2021 14:48

وضع باحثون من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، والذين يعملون مع جامعة أكسفورد، نموذجاً لكيفية تفاعل طائر القرقف "القرقفان" الكبير مع أزمة المناخ، وعلى وجه التحديد، هل الطيور قادرة على الاستجابة للظهور المبكر لليرقات التي تطعم فراخها عليها؟

لقد تطورت الطيور مثل القرقف الكبير لتتوافق مع دورة تكاثرها، لذا فهي تتزامن مع ذروة يرقات العثة التي تتغذى بدورها على أوراق البلوط والتي تحدث تقليدياً في أواخر أيار وحزيران، ولكن مع ارتفاع درجات الحرارة، فإن أشجار البلوط تنتج الأوراق الجديدة في وقت مبكر، وقد استجابت اليرقات من خلال الفقس في وقت مبكر أيضاً.

هذا يعني أنه عندما تكون صغار القرقف الكبير جاهزة للتغذية، فإن ذروة اليرقات تكون تقترب بالفعل من نهايتها، ونظراً لأن الطيور الأم تحتاج إلى العثور على 1000 يرقة يومياً لفراخها الجائعة، فمن المحتمل أن يؤدي عدم التوافق إلى تقليل نجاح التكاثر بشكل كبير.

وجد الباحثون أنه على الرغم من أن الطيور يمكن أن تستجيب للتحولات المناخية، إلا أنها لا تفعل ذلك بالسرعة الكافية، ويقدر الباحثون أن نقطة التحول تأتي عندما تظهر أوراق البلوط واليرقات المرتبطة بها قبل 24 يوماً من المعتاد.

اكتشف الدكتور همفري كريك، العالم الذي يعمل في الصندوق البريطاني لعلم الطيور، أن الطيور يمكنها الاستجابة لتغير المناخ عن طريق التكاثر في وقت أبكر من المعتاد لأول مرة في التسعينيات، حيث كان يحلل الآلاف من البطاقات من برنامج لتتبع أعداد أعشاش الطيور طويل الأمد والذي تم ملؤه من قبل هواة مراقبة الطيور على مدار نصف القرن الماضي والذي يوضح بالتفصيل التواريخ التي يتم فيها وضع البيض وتفقيس الفراخ "الكتاكيت".

لاحظ كريك اتجاهاً مفاجئاً: فبالنسبة للعديد من الأنواع، فإن التاريخ الذي وضعوا فيه بيضهم قد تقدم بمعدل تسعة أيام، وقدمت هذه النتائج بعضاً من أقدم الأدلة التجريبية على أن الكائنات البرية كانت تستجيب بالفعل للاحتباس الحراري. 

وبعد عقود من الزمان أظهرت الأبحاث بأن كل عش كانوا يراقبونه قد نشأ بالفعل قبل عدة أسابيع من المعتاد، ونظراً لأن القرقف الأزرق لا يبيض إلا مرة واحدة فإن فشلهم في التأقلم السريع مع تغير المناخ يعني انخفاض أعدادها بشكل كبير.