المعروف أن اليوم الطبيعي على كوكب الأرض الذي نعيش عليه يبلغ 24 ساعة، إلا أنه ليس كذلك في حقيقة الأمر، فهو أطول ببضعة أجزاء من الثانية، وهذا هو السبب في أنه يوجد لدينا شهر فبراير من 29 يوم كل أربع سنوات.
ومع ذلك، فإن الأرض ليست دقيقة كالساعة، ويمكن أن يختلف طول اليوم الفعلي قليلا عما نعتقده أو دون أن نشعر بذلك حتى. حيث يقول العلماء الآن أن الأيام بدأت تتجه لتصبح أقصر لأن الأرض عادت للدوران بشكل أسرع، الأمر الذي قد يتطلب تعديلات إضافية قد تكون مربكة بالنسبة لنا.
ولكن قبل أن تتوتر بشأن وجود تهديد وجودي آخر لمستقبل كوكبنا، يطمئنك العلماء أن زيادة معدل الدوران لا يمثل خطرا على الكوكب، خاصة وأن آليات هذا التأثير مفهومة جيدا بالنسبة لهم.
دوران الكرة الأرضية
ويمكن لعوامل مثل الجاذبية القمرية ومستويات تساقط الثلوج وتآكل الجبال أن تؤثر على سرعة دوران الكرة الأرضية، والتأثير الوحيد الذي قد يسببه ذلك هو أن الأيام يمكن أن تصبح أقصر أو أطول ببضع ميلي ثانية من الرقم 84400 الذي نستخدمه لتتبع الوقت.
كما وتجدر الإشارة إلى أنه على مدى العقود العديدة الماضية، سمح توافر الساعات الذرية الدقيقة للبشرية بإجراء تعديلات أكثر دقة على قياسنا للوقت.
وعلى سبيل المثال، في عدة مناسبات، أضفنا "ثانية كبيسة" للحفاظ على محاذاة الساعات خارج تعديل السنة الكبيسة التقليدية، ومنذ أن بدأنا قياس الوقت بهذا الشكل، أصبح طول الأيام يتجه لفترة أطول، والذي كان يطول عادة بجزء من جزء من الميلي ثانية.
ومع ذلك، فقد انعكس هذا الاتجاه الآن مع عودة الكوكب للدوران بشكل أسرع مما كان عليه من قبل.
بالإضافة إل ذلك، لاحظ العلماء أن أيام العام الماضي كانت أقصر مقارنة بالعام السابق أيضا، وأن يوم 19 يوليو كان أقصر بشكل ملحوظ، حيث سجل 1.4602 مللي ثانية دون المستوى القياسي.
كما وتم تسجيل الرقم القياسي السابق لأقصر يوم في عام 2005، ولكن تم هزيمته 28 مرة خلال عام 2020.
وبحسب ما قاله العلماء، إذا استمر الكوكب في هذا الاتجاه، فقد نحتاج إلى قفزة سلبية في السنوات القليلة المقبلة للحفاظ على مزامنة ساعاتنا مع "الوقت الفعلي"، حيث سيكون هذا هو الإضافة الأحدث على جميع التعديلات السابقة للوقت.
وفي حين أنه من المستحيل الجزم بأن هذا التسارع في حركة الأرض سيستمر، إلا أن معظم العلماء يعتقدون أن سيستمر بالفعل.
وبغض النظر عن الأمر، فإن الدوران الأسرع بحد ذاته ليس مشكلة كبيرة للبشرية.
