يعتقد دعاة الحفاظ على البيئة أن شعبية الباندا العملاقة وحماية سلاسلها الجبلية، تخلق فوائد قد تشمل الحيوانات المجاورة لها، ومع ذلك، فقد حددت دراسة جديدة من جامعة ميشيغان عدة أنواع، بما في ذلك الدب الأسود الآسيوي، الذي يعاني من خسائر أكثر من المكاسب من جراء استراتيجيات الحفظ المصممة خصيصاً لحماية الباندا العملاقة.
قال جيانجو ليو، مؤلف مشارك في الدراسة: "إن شعبية الباندا العملاقة، مثل شعبية الحيوانات المهددة المحبوبة الأخرى في جميع أنحاء العالم، قد أحدثت تقدماً هائلاً في حماية الغابات وغيرها من الموائل الهشة، ولكن هذا تذكير مهم بأنه لا يمكن افتراض أن ما هو جيد للباندا يكون جيداً تلقائياً للأنواع الأخرى، فالأنواع المختلفة لها احتياجات وتفضيلات محددة مختلفة".
استخدم الباحثون بيانات مصيدة الكاميرا التي تم جمعها في جميع أنحاء السلاسل الجبلية للتحقيق في كيفية استخدام الحيوانات للمناطق المحمية، وكذلك كيفية استفادتها من مظلة السياسات المستخدمة لحماية الباندا العملاقة.
في عام 2016، تحسنت حالة حفظ الباندا العملاقة رسمياً من "مهددة بالانقراض" إلى "مهددة"، كشفت الدراسة أنه في حين أن الباندا تستفيد من الحماية بشكل جيد، فإن بعض جيرانها ليسوا محظوظين، حيث يبدو أن ثلاثة من الأنواع الثمانية التي تم فحصها من أجل الدراسة: الدب الأسود الآسيوي، الغزلان، والسرو الصيني، قد عانت من خسارة كبيرة في الموائل في ظل إدارة الموائل التي تركز على الباندا.
الباندا العملاقة تتطلب بيئة خاصة جداً، فهي تتطلب الكثير من الخيزران، ومنحدر لطيف، وعدم وجود اتصال مع البشر، والموائل المخصصة للباندا تلبي هذه الاحتياجات، ولكنها لا تلبي بالضرورة متطلبات الحيوانات التي تعيش في هذه المناطق.
أشار المؤلف الأول للدراسة فانغ وانغ إلى أن الجهود السابقة في تتبع كيفية الإضرار بمجموعة واسعة من الحيوانات من خلال غض الطرف عن تفضيلات الموائل المختلفة، وعدم اكتشاف تفضيلات الموائل المختلفة المحتملة للحيوانات الأخرى، وقال الباحثون أن الغابات والشجيرات في المرتفعات المنخفضة بجوار الموائل التي تخدم الباندا يمكن أن تكون أفضل للدببة والغزلان.
وقال وانغ: "حققت الصين إنجازاً هائلاً في إنشاء محميات طبيعية للباندا العملاقة، والآن نتعلم أن حجماً واحداً لا يناسب الجميع، فلدى الصين والدول الأخرى التي تواجه تحديات حماية مماثلة فرصة للمضي قدماً من إنقاذ نوع واحد إلى حماية مجتمعات الحيوانات والنظم البيئية بشكل كامل".