يتذكر سترونغبول شانتارويانغ أن والديه كانا يخبراه عندما كان صبياً بأهمية حماية غابة الأراضي الرطبة المحلية عندما يكبر، وأخبروه أن النظام البيئي سيكون مهماً لحياته وحياة مجتمعه، وقال سترونغبول:"لم أفهم ما كانوا يقصدونه في ذلك الوقت، لم أفهم القيمة الحقيقية لغابة الأراضي الرطبة."
سترونغبول هو زعيم قرية بان بون رويانج، وهي بلدة في مقاطعة شيانغ راي شمال تايلاند، وتقع بين سلسلة جبال دوياو، وهي مدينة متواضعة ذات أسلوب حياة زراعي يعود إلى الأجيال السابقة، ولكن في السنوات الأخيرة، تم تنبيه أفراد المجتمع إلى اتخاذ الإجراءات لحماية الطبيعة المحيطة والتي توفر لهم القوت وتؤمن الروابط الروحية مع أسلافهم.
تجنب المجتمع المأساة في عام 2015 عندما أعلنت الحكومة المركزية التايلاندية عن غابة الأراضي الرطبة المحلية، وهي ملاذ من التنوع البيولوجي تبلغ مساحته 483 هكتاراً، هدفًا لتطوير منطقة اقتصادية خاصة كجزء من استراتيجية وطنية لتوسيع البنية التحتية وجذب الاستثمار الأجنبي.
شهدت تايلاند تطوراً اقتصادياً سريعاً، مصحوباً بالنمو السكاني والتحضر ونضوب الموارد الطبيعية، خلال العقود الأخيرة، وبين عامي 1961 و 1998، انخفض الغطاء الحراجي في تايلاند من 53٪ إلى 25٪ من إجمالي مساحة البلاد، مما يمثل خسارة 14.4 مليون هكتار من الغابات، كما تعرضت الأراضي الرطبة للاستغلال المفرط، أو تم تطهيرها من أجل الزراعة، أو تم شغلها لتطوير المناطق السكنية والصناعية.
توقع سكان القرية ما ستعنيه المنطقة الاقتصادية الخاصة بالنسبة لنظامهم البيئي الثمين، حيث سيتم ملء الأرض الرطبة بالخرسانة وقطع الأشجار.
كان ردهم هو التعبئة لحماية الأرض، التي اعتادوا على إدارتها لأكثر من 200 عام، ونجحت الحملة في إقناع السلطات بأن غابة الأراضي الرطبة كانت أكثر فائدة اقتصادياً واجتماعياً في حالتها الطبيعية، وفي عام 2018، سحبت حكومة مقاطعة شيانج راي اقتراح استخدام الموقع كمنطقة اقتصادية خاصة، وهو ما اعتبر نصراً عظيماً لبان بون رويانج وسيرونغبول.
اكتسبت ثورة المجتمع الهادئة والمنهجية مؤخراً اعترافاً دولياً: لقد حصلوا على جائزة خط الاستواء لعام 2020 من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وقال وارنكانا واتارانات، المدير القطري للمنظمة الدولية لحماية الغابات وإدارتها بشكل مستدام: "من خلال تأكيد حقوقهم في إدارة غابة الأراضي الرطبة، يحمي أفراد المجتمع حقوقهم وهويتهم ومستقبلهم".