الفئران المتوجة، وهي قوارض بحجم أرنب، لا تمضغ لحاء الشجر فقط وهو سام بدرجة تكفي لقتل فيل، بل إنها تفرز أيضاً وتلعق اللعاب السام في زغب الفئران الطويل للحصول على تسريحة شعر مميزة وقاتلة، ومع ذلك، فإن هذه الفئران الخطيرة، التي افترض العلماء أنها منعزلة، تتمتع بحياة أسرية متقاربة.
يعطي مضغ اللحاء أو أجزاء أخرى من أشجار السهام السامة في شرق إفريقيا لعاباً ساماً للفئران لتطبيقه على مناطق مخصصة من الفراء، حيث تتغلغل السموم في الشعر المسامي على جسم الفئران، وأي حيوان مفترس أحمق بما يكفي لعضها يحصل على فم مليئ بالشعر المسموم، كما يستخدم الصيادون البشريون هذه السموم المُرة على الأسهم لصيد الطرائد الكبيرة.
وتقول عالمة البيئة سارة وينشتاين أن هذه الفئران: "لها شخصية سامة، يمكنهم الهرب بسرعة إذا أرادوا بذلك، لكنهم لا يفعلون ذلك عادة."
وقالت عالمة البيئة كاترينا نياويرا، التي عملت في المشروع مع وينشتاين، أن اصطياد الفئران المتوجة يتطلب بعض الخبرة "في بعض الأحيان كنا ننصب فخاخاً لمدة أسبوعين تقريباً ونحصل على فرد واحد فقط، وصدقني، سيكون ذلك بمثابة فوز عظيم".