يمكن للجرذان التحكم في أفكارها والتخيل والتخطيط مثل البشر

عالم الحيوان

الجرذان تستطيع التحكم بأفكارها والتخيل والتخطيط مثل البشر

3 تشرين الثاني 2023 11:50

يمكن للجرذان تحريك شيء ما في الواقع الافتراضي باستخدام أفكارها فقط، مما يدل على نفس القدرة التي يستخدمها البشر عند إعادة عيش الأحداث الماضية أو تخيل سيناريوهات جديدة.

الضحك والتخيل عند الجرذان

قال الدكتور ألبرت لي، مؤلف الدراسة: "إن التخيل هو أحد الأشياء الرائعة التي يمكن للبشر القيام بها، لقد اكتشفنا الآن أن الحيوانات يمكنها فعل ذلك أيضاً، ووجدنا طريقة لدراستها".

ويضيف هذا الاكتشاف أن الجرذان تستطيع أن تتخيل مثلنا نحن البشر، إلى الأبحاث التي تظهر أن القوارض كائنات ذكية للغاية ومتعاطفة ومرحة، حتى أنها "تضحك" عند دغدغتها.

وظيفة الحصين في الدماغ

يُستخدم الحصين في الدماغ للذاكرة والخيال والتخطيط المستقبلي، ويحتوي على خريطة معرفية للبيئات التي تم استكشافها سابقاً والقدرة على محاكاة السيناريوهات، وهي السمة المميزة للذكاء.

آلية التفكير لدى الفئران

ولاختبار قدرة الفئران على التحكم في نشاط الحصين، قام فريق من الباحثين من معهد هوارد هيوز الطبي في الولايات المتحدة بتزويد القوارض بواجهة آلية دماغية متصلة بساحة الواقع الافتراضي.

وقد مكنت واجهة آلة الدماغ الباحثين من اكتشاف أفكار الفئران عن طريق قياس النشاط العصبي في الحصين، وترجمة ذلك إلى أفعال داخل ساحة الواقع الافتراضي، وتشير الورقة إلى أن هذا كان ضرورياً، لأنه "لا يمكننا ببساطة أن نطلب من الحيوانات أن تتخيل سيناريوهات مختلفة".

وبمجرد تزويدها بالجهاز، تم تكليف الفئران بمهمتين، ففي المرحلة الأولى، ركضت الفئران، المثبتة بحزام ولكنها قادرة على التحرك على جهاز المشي، نحو هدف داخل ساحة افتراضية ثنائية الأبعاد، للحصول على مكافأة، حيث تم مراقبة وتيرة واتجاه حركة الفئران على جهاز المشي والذي يؤدي أيضاً إلى تغير موقعها الافتراضي داخل الساحة.

وقامت الحيوانات بهذه المهمة عدة مرات لمدة 40 دقيقة تقريباً، وتم بعد ذلك استخدام البيانات التي تم جمعها أثناء المهمة لتدريب نظام الواقع الافتراضي بحيث يتم تصميم الحركة داخل اللعبة لتناسب حركة الجرذ في المهمة الأولى.

وفي المهمة الثانية، تم اختبار قدرة الفئران على تحريك الأشياء في الواقع الافتراضي، وفي هذه الحالة باستخدام عقولهم فقط، وقال المؤلف المشارك تشونكسي لاي: "حتى لو كان جسده ثابتاً، فإن أفكاره حول المكان يمكن أن تذهب إلى مكان بعيد جداً".

في هذه المهمة، تم إزالة جهاز المشي، وتوضح الدراسة أن الفئران قامت بنفس المهمة وهي ثابتة، أي تحريك جسم نحو هدف في الواقع الافتراضي والإبقاء عليه هناك، وكما هو الحال في المهمة الأولى، تمت مكافأة الفئران في كل مرة تصل فيها إلى هدف في الواقع الافتراضي.

الفئران تخطط وتتخيل مثل البشر

على غرار الطريقة التي قد يتخيل بها البشر رحلة أو مهمة قبل مغادرة المنزل، يستخدم الجرذ الأفكار للتنقل نحو المكافأة من خلال التفكير أولاً في المكان الذي يجب أن يذهبوا إليه للوصول إلى هناك، وخلال تنفيذ هذه المهام، تم تسجيل النشاط العصبي للفئران باستخدام واجهة آلة الدماغ.

هذا ويتضمن الخيال الاحتفاظ بفكرة واحدة في الاعتبار لفترات طويلة، بما في ذلك سيناريوهات جديدة، وفي كلتا المهمتين، أظهرت الفئران قدرتها على التحكم بدقة ومرونة في نشاط الحصين.

المصدر: مجلة Science