باحثون يكتشفون سبب الإصابة بمتلازمة القولون العصبي

ومما يزيد الطين بلة هو أن الأطباء ليس لديهم سيطرة جيدة على متلازمة القولون العصبي، وغالبا ما يتم تشخيصها بناء على الأعراض التي يخبرهم بها المريض فقط.

لكن دراسة جديدة قد تحمل بعض الأخبار الإيجابية المغيرة للعبة، والتي كشفت عن سبب حدوث هذا الاضطراب في الأمعاء الغليظة.

متلازمة القولون العصبي

ويقول باحثون من جامعة كاثوليكي لوفين في بلجيكا أنهم قد اكتشفوا أوجه تشابه بين كيفية معاناة الأشخاص المصابون بمتلازمة القولون العصبي من آلام البطن، وكيف يعاني بعض الأشخاص الذين يعانون من حساسية الطعام من آلام مشابهة.

تجدر الإشارة إلى أن اكتشاف هذه الآلية قد يكون مفتاحا لبدء دراسات وعلاجات جديدة لعلاج المرضى الذين يعانون من هذه الحالة المرضية المنهكة، حيث يعاني حوالي واحد من بين كل خمسة أشخاص في بلجيكا مع متلازمة القولون العصبي، الذي يسبب لهم آلاما حادة في البطن وتشنجت وانتفاخ وتغيرات مزعجة في حركة الأمعاء.

وفي حين أن الأنظمة الغذائية الخالية من الغلوتين يمكن أن توفر بعض الراحة، إلا أن الباحثين لم يفهموا السبب في أن العديد من المرضى لا يعانون من حساسية تجاه الأطعمة التي يتناولونها أو يعانون من أحد أمراض الاضطرابات الهضمية، وقال فريق من أطباء الجهاز الهضمي في عيادة KU Leuven أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي كثيرا ما يبلغون عن أعراضهم بعض تعرضهم للتسمم الغذائي.

خلال الدراسة، قام البحثون بحقن الفئران لجرثومة في المعدة ثم ببروتين بياض البيض الشائع في التجارب لأنه يثير استجابة مناعية.

وبمجرد التعافي من العدوى، تلقت الفئران البروتين مرة أخرى لمعرفة ما إذا كانت أجهزتها المناعية قد أصبحت حساسة تجاهه أم لا.

• هل يتم علاج متلازمة القولون العصبي مثل حساسية الطعام؟

كشفت نتائج الدراسة أن الفئران التي كانت تعاني من متلازمة القولون العصبي، إلى جانب عدم تحمل اضطرابات الجهاز الهضمي، وجهودهم في فك سلسلة الأحداث المرتبة بحدوث الاستجابة المناعية التي تربط هضم بروتين بياض البيض بتنشيط الخلايا البدينة، أن الاستجابة المناعية تحدث في جزء الأمعاء المصاب بالبكتيريا المسببة للمرض فقط، وأنها لم ينتج عنها أعراض أكثر عمومية لحساسية الطعام.

علاج متلازمة القولون العصبي

بعد ذلك، أجرى مؤلفو الدراسة تجارب على 12 مريضا مصابا بمتلازمة القولون العصبي، وقد اكتشفوا أن الناس تفاعلوا بنفس طريقة التي حدثت في الفئران، وأدى علاج المرضى بمضادات الهيستامين التي أوقفت التفاعل إلى تحسنهم بشكل كبير.

حيث قال المؤلف الرئيسي للدراسة البروفيسور جاي بوككسستاينز: "في كثير من الأحيان، لا يتم أخذ هؤلاء المرضى على محمل الجد من قبل الأطباء، ويتم استخدام نقص الاستجابة للحساسية كحجة على أن هذا كله أمر نفسي، وأنهم لا يعانون من مشكلة في فسيولوجيا الأمعاء الخاصة بهم.

ولكن من خلال هذه الدراسة الجديدة، فإننا نقدم المزيد من الأدلة على أننا نتعامل مع مرض حقيقي، حيث أن الاستجابة المناعية التي تحدث نتيجة للحساسية من الطعام تحدث أيضا عند الإصابة بمتلازمة القولون العصبي، والتي يمكن أن تؤثر على التنفس وضغط الدم أيضاً".