أظهرت الأبحاث أن الفئران يمكنها "التقاط" مشاعر زميل مصاب أو خائف، فعندما تُصاب بعض الفئران، تتصرف الفئران السليمة الأخرى التي تعيش بجانبها وكأنها تتألم، والآن، تشير دراسة إلى أنه ليس فقط يمكن أن تشعر بالألم، ولكنها أيضاً تساعد بعضها على تسكين الألم.
تقول مونيك سميث، عالمة الأعصاب بجامعة ستانفورد، إنه في العقد الماضي، قام الباحثون بالكثير من العمل الذي أظهر أن الحيوانات يمكنها التقاط ومشاركة مشاعر بعضها البعض، وخاصة الخوف، ونشرت هي وزملاؤها نتائجهم الجديدة حول الألم والتخفيف في 8 كانون الثاني، وتقول سميث أن التحقيق في هذه اللبنات الأساسية للتعاطف عند الحيوانات يمكن أن يساعد الباحثين على فهم التعاطف البشري، وقد يؤدي يوماً ما إلى علاجات للاضطرابات التي تؤثر على القدرة على أن تكون حساساً لمشاعر وتجارب الآخرين، وتقول سميث: "الألم ليس مجرد تجربة جسدية، إنها تجربة عاطفية أيضاً".
وفي التجارب التي أجريت على أزواج من الفئران، تلقى أحد الفئران حقنة تسببت في حدوث التهاب شبيه بالتهاب المفاصل في أحد مخالبها الخلفية بينما لم يصب الفأر الآخر بأذى، وبعد التسكع معاً لمدة ساعة، كما يقول جيفري موغيل، عالم الأعصاب في جامعة ماكجيل في مونتريال، والذي لم يكن جزءاً من العمل: "كان الأمر لأحد الفئران أسوأ من الفأر الذي حصل على الحقنة".
تصرفت الفئران المحقونة كما لو أن مخلباً واحداً يعاني من الألم، كما هو متوقع، مما أظهر حساسية إضافية للضغط هناك بسلك بلاستيكي، حيث أظهر رفاقهم غير المصابين أيضاً حساسية عالية لتلك النقطة تماماً، وفي كلا الكفوف الخلفية، ويقول موجيل إن تلك الفئران تتصرف كما لو كانت تعاني من نفس القدر من الألم وفي أماكن أكثر حتى، "هذا السلوك مذهل حقاً".