دراسة جديدة تكشف أن مرونة المحيطات تتغير بشكل مبشر لتواكب تغير المناخ

يؤدي الاحترار العالمي إلى استنفاد الأكسجين من المحيطات، ومن المتوقع أن ينتشر نقص الأكسجين في المحيطات في ظل التوقعات المناخية المستقبلية، لكن في دراسة جديدة من جامعة إكستر، أفاد الخبراء أن مستويات الأكسجين في المحيطات القديمة كانت مرنة بشكل مدهش لتغير المناخ.

خلال العصر الباليوسيني الأيوسيني الحراري الأقصى منذ حوالي 55 مليون سنة، ارتفع متوسط ​​درجة الحرارة العالمية بأكثر من 5 درجات مئوية.

وكتب مؤلفو الدراسة: "يعد العصر الباليوسيني الأيوسيني الحراري الأقصى أحد أفضل أحداث اضطراب المناخ التي تمت دراستها في تاريخ الأرض، لكن آليات التتبع والعواقب البيئية وعمليات الاسترداد لا تزال موضع نقاش.

عندما استخدم الباحثون العينات الجيولوجية لتقدير مستويات الأكسجين في المحيطات خلال فترة العصر الباليوسيني، وجدوا أن هناك "توسعاً محدوداً" لنقص الأكسجين المحيطي، وعلى الرغم من الاحترار الشديد المرتبط بهذا العصر، تشير النتائج إلى أن نقص الأكسجين لم يؤثر على أكثر من 2٪ من مساحة قاع البحر في جميع أنحاء العالم.

أما اليوم، فقد تغيرت الظروف بشكل كبير مقارنة مع تلك الفترة، حيث تتغير كيمياء المحيط بشكل متزايد بسبب تلوث الكربون والمغذيات، مما قد يؤدي إلى فقدان الأكسجين بشكل أسرع وأكثر انتشاراً.

وقال كبير مؤلفي الدراسة الدكتور ماثيو كلاركسون: "الخبر السار من دراستنا هو أن نظام الأرض كان مرنًا لإزالة الأكسجين في قاع البحر قبل 56 مليون سنة على الرغم من ظاهرة الاحتباس الحراري، ومع ذلك، هناك أسباب تجعل الأمور مختلفة اليوم، وعلى وجه الخصوص، نعتقد أن العصر الباليوسيني كان يحتوي على نسبة أكسجين أعلى في الغلاف الجوي مما هو عليه اليوم، مما كان سيقلل من احتمال نقص الأكسجين".

"بالإضافة إلى ذلك، يضع النشاط البشري المزيد من العناصر الغذائية في المحيط من خلال الأسمدة والتلوث، مما قد يؤدي إلى فقدان الأكسجين وتسريع التدهور البيئي."

لتقدير مستويات الأكسجين في المحيطات خلال فترة العصر الباليوسيني، قام الباحثون بتحليل التركيب النظيري لليورانيوم في رواسب المحيطات، والذي يمكن استخدامه لتتبع تركيزات الأكسجين، وفوجئ الخبراء عندما اكتشفوا أن مستويات الأكسجين بالكاد تغيرت.

واستناداً إلى تحليل نظائر اليورانيوم، استخدم الفريق عمليات المحاكاة الحاسوبية لتحديد أن نقص الأكسجين المحيطي أثر على 2٪ كحد أقصى من قاع البحر العالمي، ومع ذلك، فإن مدى الحرمان من الأكسجين خلال فترة العصر الباليوسيني كان كبيراً، حيث أثر على منطقة كانت أكبر بحوالي عشر مرات من نطاق نقص الأكسجين الحديث، وأشار الباحثون إلى أنه كانت هناك تأثيرات ضارة وانقراض للحياة البحرية في بعض أجزاء المحيط.

وأكد المؤلف المشارك للدراسة البروفيسور تيم لينتون، مدير معهد النظم العالمية في إكستر: "تُظهر هذه الدراسة كيف تغيرت مرونة النظام المناخي للأرض بمرور الوقت".