دراسة جديدة تكشف أن الاحترار العالمي سيؤدي إلى تحرك حزام المطر الاستوائي باتجاه الشمال

دراسة جديدة تكشف أن الاحترار العالمي سيؤدي إلى تحرك حزام المطر الاستوائي باتجاه الشمال

تستمر درجات حرارة الأرض في الارتفاع، ومن المتوقع أن يتحرك حزام المطر الاستوائي باتجاه الشمال، وتؤكد دراسة جديدة من جامعة كاليفورنيا في إيرفاين أن تغير المناخ سيغير موقع حزام المطر، لكنها تكشف أن التغييرات ستكون غير متسقة إقليمياً.

يحذر فريق البحث متعدد التخصصات، المؤلف من مهندسي البيئة وعلماء نظام الأرض وخبراء في علوم البيانات، من أن التحول غير المتكافئ لحزام المطر الاستوائي يمكن أن يهدد الأمن الغذائي لمليارات الأشخاص.

من المعروف أن حزام المطر الاستوائي، وهو مجموعة من الأمطار الغزيرة بالقرب من خط الاستواء، يهاجر شمالاً وجنوباً مع الحركة الموسمية للشمس، بينما تظهر الدراسة الجديدة أن اتساق أنماط الهجرة السنوية هذه سيتعطل بسبب تغير المناخ، ولن تتأثر جميع أجزاء المناطق المدارية بالتساوي.

فعلى سبيل المثال، سيتحرك حزام المطر شمالاً في أجزاء من نصف الكرة الشرقي، وجنوباً في أجزاء من نصف الكرة الغربي.

ووفقاً لمؤلفي الدراسة، فإن التحول نحو الشمال في حزام المطر الاستوائي فوق شرق إفريقيا والمحيط الهندي سيؤدي إلى زيادات مستقبلية في ظاهرة الجفاف في جنوب شرق إفريقيا ومدغشقر، كما سيؤدي هذا النمط المناخي أيضاً إلى تضخيم الفيضانات في جنوب الهند.

وعلاوة على ذلك، ونتيجة لتحرك حزام المطر جنوباً فوق شرق المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي، ستشهد أمريكا الوسطى ظروف جفاف أكثر حدة.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة أنطونيوس مامالاكيس: "يُظهر عملنا أن تغير المناخ سيؤدي إلى تحرك موقع حزام المطر الاستوائي للأرض في اتجاهين متعاكسين في قطاعين طوليين يغطيان ما يقرب من ثلثي الكرة الأرضية، وهي عملية سيكون لها آثار كبيرة على توافر المياه وإنتاج الغذاء في جميع أنحاء العالم". 

من أجل التحقيق، حلل الخبراء محاكاة حاسوبية من 27 نموذجاً مناخياً متقدماً، حيث قاموا بقياس استجابة حزام المطر الاستوائي لسيناريو تستمر فيه انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الارتفاع حتى نهاية القرن. 

وقال مامالاكيس إن التحول الكاسح الذي تم اكتشافه في عمله كان مقنعاً في دراسات النمذجة السابقة التي قدمت متوسطاً عالمياً لتأثير تغير المناخ على حزام المطر الاستوائي، وكان فريقه قادراً على توقع التغييرات الجذرية القادمة من خلال عزل الاستجابة في مناطق نصف الكرة الشرقي والغربي.

وقال المؤلف المشارك للدراسة جيمس راندرسون: "في آسيا، ستؤدي التخفيضات المتوقعة في انبعاثات الهباء الجوي، وذوبان الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا، وفقدان الغطاء الثلجي في المناطق الشمالية بسبب تغير المناخ، إلى ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي بشكل أسرع من المناطق الأخرى، نحن نعلم أن حزام المطر يتحرك بسبب هذا التسخين، وأن حركته شمالاً في النصف الشرقي من الكرة الأرضية تتفق مع هذه الآثار المتوقعة لتغير المناخ."

كما أوضح راندرسون أن إضعاف تيار الخليج وتكوين المياه العميقة في شمال المحيط الأطلسي من المرجح أن يكون لهما تأثير معاكس، مما يتسبب في تحول جنوبي حزام المطر الاستوائي عبر نصف الكرة الغربي.

وقال المؤلف المشارك للدراسة البروفيسور إيفي فوفولا جورجيو: "إن تعقيد نظام الأرض أمر شاق، مع التبعيات وحلقات التغذية الراجعة عبر العديد من العمليات والمقاييس، ولكن هذه الدراسة تجمع بين النهج الهندسي لتفكير النظام وتحليلات البيانات وعلوم المناخ للكشف عن المظاهر الدقيقة وغير المعترف بها من قبل للاحتباس الحراري على ديناميكيات هطول الأمطار الإقليمية والظواهر المتطرفة."