اكتشاف جحر أحفوري تحت الماء لدودة عملاقة في تايوان

يعتقد الباحثون أن الجحر الذي يبلغ طوله مترين والذي تم العثور عليه في الرواسب البحرية القديمة كان يضم في يوم من الأيام حيواناً مفترساً من عصور ما قبل التاريخ كان يندفع بسرعة من قاع البحر ويسحب الحيوانات المطمئنة إلى مخبأه.

قد يكون هذا المخلوق مشابهًا لديدان بوبيت الشرسة اليوم التي تنتظر في جحور قاع البحر الرملية مع هوائيات بارزة لاستشعار المارة، وعلى الرغم من أن الديدان ناعمة الجسم، إلا أنها تمتلك فكاً حاداً وقوياً يمكن أن يقطع السمكة إلى قسمين.

وقال البروفيسور لودفيج ليومارك، عالم الرواسب في جامعة تايوان الوطنية: "بعد 20 مليون سنة، ليس من الممكن تحديد ما إذا كان هذا قد تم بواسطة أسلاف دودة بوبيت أو دودة مفترسة أخرى عملت بنفس الطريقة تقريباً، فهناك اختلاف كبير في سلوك دودة بوبيت، ولكن هذا يبدو مشابهاً جداً لديدان المياه الضحلة التي تندفع وتلتقط الأسماك وتسحبها إلى الأسفل."

اكتشف ليومارك وزملاؤه المخبأ المتحجر وما شابه أثناء دراسة صخرة رسوبية عمرها 20 مليون سنة على الساحل الشمالي الشرقي لتايوان، ويتم تقوية هذه الجحور بالمخاط لتصبح أكثر مقاومة للعوامل الجوية، مما يعني أنها تبرز أحياناً من الوجوه الصخرية الرملية الدقيقة.

لقد حير العلماء في البداية بسبب الحفريات الأثرية، لكنهم التقوا تدريجياً مع أحد المشتبه بهم المحتمل، ففي الجزء العلوي من الجحور التي يبلغ عرضها 3 سم، لاحظوا نمطاً مميزاً يشبه عدة قمع مقلوبة مكدسة فوق بعضها البعض، وأعطى هذا فتحة العرين مظهراً مصقولًا بالريش في المقطع العرضي.

وبعد استبعاد المخلوقات الأخرى المختبئة مثل الجمبري، والعلامات التي يخلفها الراي اللساع الذي يفجر قاع البحر بنفاثات الماء لفضح الفريسة المختبأة، خلص الباحثون إلى أن مدخل الريش إلى المخبأ نتج عن استراتيجية صيد مماثلة لديدان بوبيت. عندما تسحب الديدان فريستها إلى مخبأها، ينهار الجزء العلوي من الجحر ويتعين على الديدان إعادة بنائه قبل نصب كمين لوجبتهم التالية، وينتج عن هذا كومة من الهياكل المخروطية التي تشكل" الريش "حول الجزء العلوي من الأنبوب.