عالم الحيوان

موت أعداد كبيرة من الحيتان الرمادية بسبب الجوع

23 كانون الثاني 2021 19:59

للسنة الثالثة على التوالي، تظهر الحيتان الرمادية في حالة سيئة أو ميتة على طول طريق هجرتها على ساحل المحيط الهادئ للمكسيك والولايات المتحدة وكندا.

وجد الباحثون في جامعة آرهوس دليلاً على أن الجوع يساهم في حدث الوفيات غير المعتاد، والذي قتل ما لا يقل عن 378 حوتاً رمادياً منذ كانون الثاني من عام 2019.

في شهر كانون الثاني من كل عام، تنطلق الحيتان في رحلة سنوية باتجاه الجنوب من مناطق تغذيتها في بحار بيرنغ وتشوكشي والقطب الشمالي إلى مناطق تكاثرها قبالة سواحل جنوب كاليفورنيا والمكسيك.

وخلال موسم التغذية في الصيف، تكتسب الحيتان طاقة كافية، بشكل رئيسي على شكل دهون، لتبقى على قيد الحياة طوال موسم التكاثر، وتعتبر احتياطيات الطاقة هذه ضرورية للتكاثر لأن الحيتان لا تتغذى خلال موسم التكاثر.

أجرى المؤلفان المشاركان في الدراسة ماري لو جونز وستيفن شوارتز أول بحث ورصد للحيتان الرمادية من عام 1977 إلى عام 1982 في لاغونا سان إغناسيو في باجا كاليفورنيا سور، المكسيك. في عام 2006، أسسوا برنامج لاغونا سان إغناسيو البيئي العلمي، وفي عام 2017، انضم الدكتور فريدريك كريستيانسن إلى البرنامج لدراسة حالة الحيتان الرمادية باستخدام طائرات بدون طيار، حيث استخدم الفريق تقنية تُعرف باسم القياس التصويري، والتي تتضمن قياس طول الجسم وعرض الحيوانات من صور الطائرات بدون طيار، لتقييم حالة أجسامهم.

لاحظ الباحثون انخفاضاً ملحوظاً في حالة الجسم لكل من الحيتان الرمادية اليافعة والبالغة التي زارت لاغونا سان إغناسيو في وقت مبكر من تجربة الطائرة بدون طيار.

ووفقاً لمؤلفي الدراسة، تزامن الانخفاض في حالة الجسم مع انخفاض في عدد أزواج الأمهات والعجول التي شوهدت في لاغونا سان إغناسيو.

وفي حين يعتقد الباحثون أن الجوع هو السبب في انخفاض معدلات البقاء على قيد الحياة وتكاثر الحيتان الرمادية، فإن العوامل الأساسية لم تتضح بعد، نظراً لأن الحيتان كانت بالفعل في حالة سيئة عند وصولها إلى المكسيك، ولهذا يجب أن يكون الانخفاض مرتبطاً بموسم التكاثر السابق.

وقال الدكتور كريستيانسن: "يبدو أن عدداً كبيراً من الحيتان الرمادية تترك مناطق تغذيتها بالفعل في حالة غذائية سيئة، وبحلول الوقت الذي يكملون فيه موسم التكاثر في المكسيك، استنفذوا احتياطياتهم من الطاقة وماتوا جوعاً".

من المرجح أن تكافح الحيتان الرمادية مع عدم توفر الفرائس في مناطق التغذية الرئيسية، فمنذ أواخر الثمانينيات، كان هناك انخفاض في وفرة البرمائيات، الفريسة الرئيسية للحيتان الرمادية، في منطقة التغذية الرئيسية في بحر بيرينغ، ويُعتقد أن هذا النقص في الغذاء مرتبط بتغير المناخ، مما يعني أن الحيتان الرمادية قد تستمر في المعاناة من الوفيات في العقود القادمة.