مرض السكري من النوع الثاني هو حالة صحية يعاني فيها المريض من مستويات خطيرة من ارتفاع السكر في الدم، الأمر الذي يمكن أن يؤثر على الأوعية الدموية ويحد من تدفق الدم إلى القدمين، مما يسبب سلسلة من ردود الفعل الخطيرة.
وإذا لم تحصل القدم على ما يكفيها من الدم في الدورة الدموية، سيشق القليل من الخلايا التي تقاوم العدوى طريقها إلى القدمين.
وإذا لم يكن لديك ما يكفي من هذه الخلايا في أي منطقة من جسمك، فإن أي جروح قد تصاب بها يمكن أن تستغرق وقتا أطول للشفاء، مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات وأشكال العدوى الأخرى.
ولكن إذا كنت مصابا بداء السكري، فإن احتمالية إصابتك بالغرغرينا في هذه المناطق تزيد بشكل خطير، حيث يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى تلف الأعصاب، مما قد يؤدي إلى فقدان الإحساس في المنطقة المصابة، والتي غالبا ما تنتهي ببترها.
بحسب تعريفها العلمي، فإن الغرغرينا هي حالة لا يحصل فيها جزء معين من الجسم ما يكفيه من الدماء بسبب وجود مشكلة في الدورة الدموية، مما يؤدي إلى موت تلك الأنسجة بشكل تدريجي.
كما وتنقسم الغرغرينا بشكل أساسي إلى فئتين، هما الغرغرينا الرطبة أو الجافة، ويمكن أن تشمل أعراض الغرغرينا إما الاحمرار في المنطقة المصابة، والذي يمكن أن يتحول بعد ذلك إلى اللون البني أو الأسود أو يتطور الألم إلى خدر تام في الجزء المصاب وفقدان الإحساس فيه.
وبحسب موقع Diabetes.co.uk الخاص بداء السكري، فإن الغرغرينا الجافة هي نوع من الغرغرينا التي يمكن أن تحدث كمضاعفات لحالة صحية موجودة مسبقاً، بما في ذلك مرض السكري من النوع الأول والثاني.
وتابع الموقع الصحي: " نتيجة لتلف الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم بسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم لفترات طويلة، من الممكن أن يحدث قطع أو إعاقة في الدورة الدموية التي تنقل الأكسجين والمواد المغذية إلى الأنسجة المحيطة بالجسم، وبالتالي تموت الأنسجة بدونها في نهاية المطاف".
أما الغرغرينا الرطبة، فهي تلك الحالة التي تصيب الشخص بسبب إصابته بعدوى ما. حيث يمكن أن يؤدي التورم الحاصل في الجسم إلى منع أو إبطاء الدورة الدموية التي يمكن أن تحرم جزءا من الجسم من الأكسجين والمواد الغذائية، وهو ما يسبب الغرغرينا الرطبة.
والجدير بالذكر أن هذا النوع من الغرغرينا يمثل تهديدا أكبر لمرضى السكري الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وذلك لأن أجسامهم أقل قدرة على محاربة البكتيريا والفيروسات وأنواع العدوى الأخرى.
علاوة على ذلك، يمكن أن تحدث عدوى الغرغرينا في مكان تقرحات القدم، وهي من المضاعفات الشائعة لكل من مرض السكري من الثاني والأول.
وتؤدي حالات الغرغرينا الشديدة إلى البتر، ولهذا من المهم أن تكون على دراية بعلامات الغرغرينا حتى يمكن علاجها في مرحلة مبكرة.
بالإضافة إلى ذلك، يربط العديد من الأشخاص مصطلح الغرغرينا بالعدوى البكتيرية، ويشمل الاستخدام الطبي لهذا المصطلح أي سبب يضر بإمداد الدم بما في ذلك أمراض الشرايين الطرفية أو أمراض الأوعية الدموية الأخرى.
كما أن جميع حالات الغرغرينا الرطبة تكون مرتبطة بالإصابة بعدوى خارجية، وغالباً ما تكون عدوى بكتيريا وتحدث في مناطق محددة مثل الأصابع (أصابع اليد والقدم) والأطراف الأخرى (اليدين والذراعين والقدمين والساقين).
وإذا كنت مصابا بالغرغرينا، يصبح من المهم إزالة الأنسجة المصابة في أسرع وقت ممكن، وذلك لمنع الغرغرينا من الانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويقوم طبيبك بإجراء عملية تنضير تتضمن إزالة الأنسجة المصابة جراحيا دون الحاجة إلى البتر الكامل.
ولكن في الحالات القصوى، سيوصي طبيبك بإزالة أو بتر القدم أو إصبع القدم أو الإصبع أو مكان الإصابة، كما أن المضادات الحيوية ضرورية لمحاربة أي عدوى أيضاً.
المصدر: صحيفة الديلي إكسبريس