صرحت الولايات المتحدة الأمريكية أنه يجب على جميع جنود إريتريا مغادرة منطقة تيغراي المحاصرة "على الفور".
وأشار متحدث باسم وزارة الخارجية في رسالة أرسلت بالبريد الإلكتروني إلى وكالة "أسوشيتيد برس" إلى تقارير موثوقة عن حدوث أعمال نهب وعنف جنسي واعتداءات في مخيمات اللاجئين وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان في المنطقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "هناك أيضاً أدلة على قيام جنود اريتريين بإعادة اللاجئين الاريتريين من تيغراي إلى إريتريا قسراً".
وتجدر الإشارة إلى أن هذا البيان الصادر عن الخارجية الأمريكية يعكس ضغوطاً جديدة من جانب إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على حكومة إثيوبيا، هي ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان ومرسى القرن الأفريقي، وعلى المقاتلين الآخرين مع اقتراب استمرار القتال الدامي في منطقة تيغراي من ثلاثة أشهر.
تيغراي
كما ونقلت وكالة "أسوشييتد برس" هذا الأسبوع عن شهود عيان فروا من منطقة تيغراي قولهم إن الجنود الإريتريين ينهبون ويقتلون الشبان من منزل إلى منزل، بل و يعملون كسلطات محلية أيضاً.
وكان الإريتريون يقاتلون إلى جانب القوات الإثيوبية أثناء مطاردتهم للزعماء الهاربين في منطقة تيغراي، على الرغم من نفي الحكومة الإثيوبية لوجودهم.
وتحول موقف الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير مما كان عليه في الأيام الأولى للصراع عندما أشادت إدارة ترامب بإريتريا "لضبط النفس".
بالإضافة إلى ذلك، يدعو البيان الأمريكي الجديد إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف في الانتهاكات المزعومة في منطقة تيغراي، حيث أفاد البيان: "لا يزال من غير الواضح عدد الجنود الإريتريين المتواجدين في منطقة تيغراي، أو أين يتواجدون بالضبط".
كما ولم يتضح على الفور ما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكي قد وجهت طلبها إلى المسؤولين الإريتريين بشكل مباشر أم لا.
وتجدر الإشارة إلى أن شهود عيان قدروا أن عدد الجنود الإريتريين المتواجدين في منطقة تيغراي يتخطى الآلاف، ولكن لم يرد المسؤولون الإريتريون على الأسئلة الموجهة لهم من وسائل الاعلام حيال هذا الأمر.
وغرد وزير الإعلام الارتيري، أحد أكثر الدول سرية في العالم، هذا الأسبوع قائلاً: "حملة التشهير المسعورة ضد إريتريا تتصاعد مرة أخرى".
كما وأوضحت الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى أيضا إلى وقف فوري للقتال في تيغراي وضمان وصول إنساني كامل وآمن ودون عوائق إلى المنطقة التي لا تزال معزولة إلى حد كبير عن العالم الخارجي، وغالباً ما تقوم القوات الإثيوبية بمرافقة وحماية قوافل المساعدات.
وجاء في البيان: "نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير الموثوقة التي تفيد بأن مئات الآلاف من الأشخاص قد يموتون جوعا إذا لم يتم حشد المساعدة الإنسانية العاجلة على الفور. إن الحوار ضروري بين الحكومة وأهالي تيغراي".
والجدير بالذكر أن الحكومة الإثيوبية قد رفضت الحوار مع زعماء منطقة تيغراي السابقين، معتبرة إياهم غير شرعيين، وقامت بتعيين إدارة مؤقتة، الأمر الذي دفع زعماء تيغراي السابقون إلى الاعتراض على تأجيل إثيوبيا لانتخابات وطنية العام الماضي بسبب جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد، واعتبروا ولاية رئيس الوزراء أبي أحمد منتهية.
المصدر: صحيفة سان فرانسيسكو شرونكل