استهداف الخلايا المنجلية يمكن أن يعالج مرضى فيروس كورونا

علوم

استهداف الخلايا المنجلية يمكن أن يعالج مرضى فيروس كورونا

29 كانون الثاني 2021 12:52

توصل علماء في المملكة المتحدة إلى أن تقليل مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى مرضى الخلايا المنجلية يمكن أن تفتح بوابة للعلاجات المحتملة للالتهاب وتخثر الدم الناجم عن حالات مرضية أخرى مثل الإصابة بفيروس كورونا التاجي المستجد.

ولأول مرة، قام الباحثين بالتحقيق في استخدام بروتينات الخلايا المناعية كعلاج مضاد للالتهابات لتقليل تخثر الدم لدى الأشخاص المصابين بمرض الخلايا المنجلية (أنيميا الخلايا المنجلية - فقر الدم المنجلي).

وتشرح الدراسة التي نشرت يوم أمس في مجلة Blood الطبية كيف يمكن أن يقلب الببتيد Ac2-26 التبديل البيولوجي في الخلايا المناعية لدى الأشخاص المصابين بمرض الخلايا المنجلية.

فيروس كورونا 

وقالت البروفيسورة فيليسيتي جافينز، مديرة مركز أبحاث الالتهاب والطب الانتقالي في جامعة برونيل بلندن: "نحن متحمسون للغاية، فقد استهدفنا الاستجابة المناعية المرضية الفيزيولوجية لمساعدة الجسم على مكافحة الأمراض، وهذا يمهد الطريق لعلاجات جديدة للوقاية من الاضطرابات المرتبطة بالالتهاب الخثاري المرتبط بمجموعة من الحالات التي قد تشمل الإصابة بفيروس كورونا التاجي المستجد".

وتجدر الإشارة إلى أن فيروس كورونا، مثله مثل مرض فقر الدم المنجلي، يتسبب في حدوث التهابات خطيرة وتخثر الدم، مما قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية والانسداد الرئوي الناجم عن تخثر الدم في الرئتين، ويمكن لهذا الأمر أن يحدث فرقاً كبيراً لدى كبار السن، لأن خطر الإصابة بالتجلط والالتهاب يرتفع مع تقدم العمر بشكل كبير.

خلال الدراسة، درس الفريق عينات الدم المأخوذة من 91 شخصا تتراوح أعمارهم بين 18 و52 عام، والذين كان نصفهم يعانون من مرض فقر الدم المنجلي.

ووجد الباحثين وجود تركيزات كبيرة من الببتيد Ac2-26 في الخلايا المناعية أو خلايا الدم البيضاء التي تسمى العدلات. وأنه عندما يتم تشغيله، يقوم بتحفيز إطلاق بروتين ومستقبل يهدئ الالتهاب بسرعة.

في الحقيقة، تعمل العدلات مثل المستجيبين الأوائل للطوارئ، فهي أول من يصل إلى مكان حدوث الالتهاب، ثم تقوم بنشر شبكاتها التي تشبه الفخاخ خارج الخلية بهدف التقاط مسببات الأمراض وحماية الجسم.

ولكن في بعض الأحيان، يمكن لتلك الشبكات أن تغذي المرض عن طريق الخطأ أيضاً، حيث تتراكم وتشكل سقالة تلتصق بها الخلايا الأخرى مثل الصفائح الدموية، مما يتسبب في التهاب الخثرات الدموية، وهو سمة مميزة للعديد من الأمراض والحالات بما في ذلك مرض فقر الدم المنجلي وأمراض الكلى المزمنة والإنتان والسرطان.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه هي الدراسة الأولى التي تظهر أن الببتيد Ac2-26 يمكن استخدامه لتغيير كيفية استجابة العدلات لدى الأشخاص المصابين بمرض الخلايا المنجلية بحيث تفقد قدرتها على إنتاج شبكات ضارة يمكن أن تسبب التهاب الخثرات الدموية.

وقالت البروفيسورة جافينز: "إن هذه النتائج الفريدة قد تحفز اكتشاف الأدوية ليس لمرض الخلايا المنجلية فقط، ولكن أيضاً للأمراض الأخرى المرتبطة بالتهاب الخثرات الدموية، مثل السكتة الدماغية الإقفارية والشيخوخة وأمراض القلب والسرطان وحتى فيروس كورونا".

المصدر: مجلة MedicalXpress