اتفق رؤساء الحكومة اللبنانية السابقون، سعد الحريري ونجيب ميقاتي وتمام سلام وفؤاد السنيورة، على 4 ركائز لإخماد احتجاجات طرابلس الجارية، ووقف الغليان في الشارع اللبناني.
حيث أكد الرؤساء في بيان لهم بعد عقدهم اجتماعا بتقنية "الفيديو كونفرانس"، على استنكار وإدانة كل أعمال الاعتداء الذي تعرضت له المؤسسات والأجهزة العسكرية في طرابلس والتي كان أخرها احراق مبنى بلدية طرابلس.
كما طالبوا الأجهزة الرسمية والعسكرية بملاحقة جميع الذين قاموا بالاعتداء المتكرر على السراي الحكومي وإشعال النيران في مبنى بلدية طرابلس، ومحاولة إحراق مكاتب المحاكم الشرعية في المدينة، ومحاولة اقتحام جامعة العزم.
كما شددوا على ضرورة المسارعة ببلسمة الجراح والبدء بتقديم المساعدات للعائلات الأكثر فقرا، وذلك على الأسس التي أعلنت عنها الحكومة، ولم تبادر حتى الآن إلى البدء بتنفيذها في مدينة طرابلس التي هي الأشد حاجة وفقرا في كل لبنان.
وأشاروا إلى تمسكهم بأحكام الدستور وحماية العيش المشترك، وطالبوا أن يسارع الرئيس اللبناني، ميشال عون، إلى تسهيل تشكيل حكومة الإنقاذ من الاختصاصيين المستقلين الأكفاء غير الحزبيين، بما يؤهلهم أن يكونوا أعضاء في حكومة منسجمة ومتضامنة تكون على قدر التحديات التي تواجهها البلاد، وبما يساعد على استعادة ثقة اللبنانيين والمجتمعين العربي والدولي بالدولة اللبنانية، وبما يؤدي إلى إيقاف الانهيارات، وبالتالي التمهيد إلى انتشال لبنان من الحفرة العميقة التي أصبح في داخلها.
واعتبر رؤساء السابقون أن هذه الاحتجاجات في شوارع طرابلس جاء من يتربص بها من الحاقدين والمأجورين الذين يستهدفون المدينة وأهلها الأفاضل عبر استغلال غضب الناس وأوضاعهم المعيشية الصعبة لإشعال الفتنة والإيقاع بين أهل المدينة الصابرة، وكذلك بينهم وبين مؤسسات الدولة وأجهزتها.
وتشهد مدينة طرابلس شمال لبنان احتجاجات شعبية منذ عدة أيام نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة، وعمد المحتجون إلى اقتحام مبني السراي الحكومي في طرابلس واحراق مبنى البلدية.
واعتبر وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي أن ما يحصل في طرابلس ليس عفويا وتجييش الناس لا يمكن ان يكون من دون تمويل.
وكشف وزير الداخلية اللبناني لقناة المنار أن هناك عدد من الموقوفين لدى الاجهزة الامنية واليوم ظهرت نتائج الاجراءات الامنية على الأرض.
وأكد حسين فهمي أنه لا تقصير من قبل الجيش اللبناني في طرابلس ومدسوسون قاموا بعمليات الحرق والتخريب ومن بينهم موقوفين، أما أهالي طرابلس لا يقومون بأعمال كهذه.
وبين وزير الدفاع اللبناني أن العمل سيكون بكل ما أوتينا من قوة لمنع المس بهيبة الدولة.
وختم قائلا: نعلم بأسماء المعتدين والمخربين في طرابلس.
وكان قد غرد المنسق السابق للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، عبر حسابه على "تويتر"، أنه سيغادر لبنان اليوم، متوجهاً إلى المسؤولين اللبنانيين بالقول: "ضعوا حاجات بلدكم وشعبكم في المرتبة الأولى".
وتوجه يان كوبيتش للشعب اللبناني أيضاً قائلاً: "لا تفقدوا الإيمان بأنفسكم وبوطنكم وبالقدرة على تحقيق مستقبل الكرامة الذي تطمحون إليه وتستحقونه ".
وختم يان كوبيتش تغريدته بالقول إنه سيغادر لبنان لكن قلبه سيبقى هنا في هذا البلد المميز، وبين شعبه الفريد من نوعه لجهة تنوعه ومرونته".
يأتي ذلك في حين، تجمّع عدد من الشبان أمام مدخل سرايا طرابلس وقاموا برشق القوى الأمنية بالحجارة والمفرقعات النارية وهم يرددون "بدنا ناكل جوعانين"، فيما عمدت القوى الأمنية على إلقاء القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم.
وينفذ عناصر من الجيش إنتشاراً أمنياً في محيط ساحة عبد الحميد كرامي "النور" وفرع مصرف لبنان عند المدخل الشمالي للمدينة وعند تقاطع طريق بولفار فؤاد شهاب طريق - المئتين.