عالم الحيوان

دراسة جديدة تجد أن السلاحف ضخمة الرأس توزع بيوضها على عدة أعشاش متباعدة

30 كانون الثاني 2021 16:20

وجدت دراسة نشرت في مجلة "تقارير علمية" أن بعض الإناث تضع بيضها في ما يصل إلى ستة أعشاش على بعد ستة أميال فيما بينها خلال نفس موسم التكاثر. 

وقالت ديبي كاسيل، مؤلفة الدراسة: "الإناث المعششة لا تضع كل بيضها في سلة واحدة، إن استراتيجيتها الإنجابية تشبه الاستثمار في صندوق مشترك، حيث تقسم الإناث مواردها بين العديد من الأسهم بدلاً من استثمار كل شيء في مخزون واحد". 

خلال فترة حياتها التي تبلغ 50 عاماً، ستنتج أنثى واحدة ضخمة الرأس حوالي 4200 بيضة وتبعثرها في 40 موقعاً مختلفاً على الجزيرة، حيث تساعد هذه الاستراتيجية في تقليل مخاطر الفشل الإنجابي الكامل بسبب الأعاصير والعواصف الرعدية التي يمكن أن تغسل أو تغمر بعض الأعشاش .

وقالت كاسيل: "نظراً لأن الإناث تنوع التكاثر في أنماط لا يمكن التنبؤ بها بمرور الوقت والمكان، فإن ما يقرب من ثلثي صغار السلاحف البحرية ضخمة الرأس تصل دائماً إلى خليج المكسيك".

وبالنسبة للدراسة، حللت كاسيل 17 عاماً من البيانات التي قدمتها منظمة حفظ جنوب غرب فلوريدا عن الإناث ضخمة الرأس تعشش قبالة الساحل الجنوبي الغربي لخليج لفلوريدا، حيث قام موظفو الحفظ والمتطوعون المجتمعيون بوضع علامات على السلاحف وقاموا بدوريات في الجزيرة لرصد وتسجيل المعلومات التفصيلية عن الأعشاش.

وعلى الرغم من أن الدراسة تظهر أن معظم صغار السلاحف البحرية تصل إلى خليج المكسيك، إلا أن التأثيرات المستقبلية بسبب التعدي البشري وتغير المناخ يمكن أن تؤثر على هذا العدد، فقد يؤدي تزايد تواتر العواصف الشديدة بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه وارتفاع مستوى سطح البحر إلى فيضان أو جرف أجزاء أكبر من الشواطئ، مما يؤدي إلى انخفاض أعداد الأنواع المهددة أصلاً بالانقراض.

وأكدت كاسل: "من المهم متابعة الأفراد بمرور الوقت للحصول على لمحة عن كيفية تزاوجهم، وكيفية العثور على الطعام، وضمان بقاء بعض صغارهم على قيد الحياة حتى النضج، وبدون معرفة كيفية بقاء السلاحف البحرية وبيولوجيا الإنجاب الخاصة بها، لا يمكننا تطوير وتنفيذ سياسات حماية فعالة. 

الدراسة هي واحدة من سلسلة مقالات قادمة لكاسيل تتعلق بـ "نموذج إدارة المخاطر من قبل الأم"، والذي يبحث في كيفية تأثير ضغوط الانتقاء الطبيعي، مثل الحيوانات المفترسة والعواصف وندرة الموارد، على كيفية استثمار الأمهات في الأبناء كماً ونوعاً.

وتجادل كاسل بأن السلاحف والأسماك تستثمر في أعداد كبيرة من نسلها عندما يكون احتمال قتل نسلها على يد الحيوانات المفترسة مرتفعاً، فتقدم أمهات الثدييات مثل الحيتان والفيلة رعاية مكثفة لنسل واحد في وقت تزداد فيه احتمالية موت صغارهن جوعاً أثناء فترات الجفاف الموسمية.

أما النموذج، الذي يعتمد على عدد وحجم النسل الذي تنتجه الأم، فهو يوسع نظرية داروين في الانتقاء الطبيعي من خلال شرح اندماج الوالدين والنسل في وحدات الأسرة والمجتمعات.