عالم الحيوان

حركة الحياة البرية تتعرض للإضطراب بسبب النشاط والسلوك البشري

31 كانون الثاني 2021 09:52

لكي تزدهر الحيوانات في البرية، يجب أن يكون لديها موائل طبيعية تُعرف باسم ممرات الحياة البرية التي تربط السكان المجاورين، وبخلاف ذلك، قد تصبح مجموعة من الحيوانات معزولة وغير قادرة على التكاثر والبقاء على قيد الحياة، تصف دراسة جديدة التأثير القوي للبشر على حركة الحياة البرية.

ركزت الدراسات السابقة على ربط الحياة البرية مع قياس الجوانب المختلفة للعوامل الطبيعية، وقد تم تجاهل الآثار المحتملة للسلوك البشري إلى حد كبير.

قدم فريق دولي من الباحثين بقيادة جامعة غوتنغن وجامعة هامبولدت في برلين مفهوماً جديداً يسمونه "المقاومة البشرية"، يقول الخبراء أن هذا الجانب من حركة الحياة البرية يجب أن يؤخذ في الاعتبار لتأمين العوامل الطبيعية المستدامة لكل من الحيوانات والبشر في المستقبل.

تؤثر الاضطرابات البشرية، بما في ذلك التوسع الحضري السريع وإزالة الغابات، بشكل متزايد على المناظر الطبيعية، وعندما يتم تقييم هذه التغييرات، تركز التحليلات بشكل كبير على خصائص الأرض مثل الزراعة أو التحضر أو ​​الغابات أو الارتفاع.

وفي الوقت نفسه، عادة ما يتم تجميع التأثيرات البشرية معاً في فئات مثل الكثافة السكانية، أو المسافة بين المستوطنات أو الطرق.

يقترح الباحثون أنه ليس مجرد وجود أو غياب أو عدد الأشخاص الذي يؤثر على حركة الحياة البرية، بدلاً من ذلك، فإن ما يفعله الناس في الواقع هو الذي يغير سلوك الحيوانات القريبة.

ووفقاً لمؤلفي الدراسة، يمكن لمجموعة من العوامل النفسية والاجتماعية والاقتصادية أن تلعب دوراً في المقاومة البشرية، بما في ذلك الصيد أو التغذية التكميلية.

ومن أجل تحقيقهم، حلل الباحثون ثلاث دراسات حالة عن الذئاب في ولاية واشنطن، والفهود في إيران، وآكلات اللحوم الكبيرة في وسط الهند.

كما يمكن تطبيق نفس المفهوم على الأنواع الأخرى أيضاً، فعلى سبيل المثال، يستخدم اليحمور الأراضي الزراعية للمأوى والطعام ولكنه يقلل من وجودها خلال موسم الصيد.

أفاد الخبراء أن الاختلافات في السلوك البشري القائمة على المعتقدات الثقافية والدينية تؤثر بشدة على حركة الحياة البرية.

وأوضح البروفيسور نيكو بالكنهول أن: "المقاومة البشرية هي أيضاً ذات صلة بمشروع" الاتصال بين الدببة" الذي يهدف إلى فهم العوامل التي تحدد الاتصال في المجموعات الأوروبية للدب البني، فالدببة قادرة على التحرك عبر مسافات شاسعة، كما يتضح من الدب المعروف باسم "برونو"، الذي سافر من منطقة ترينتو الإيطالية وصولاً إلى بافاريا، حيث تم إطلاق النار عليه، من المهم أن نلاحظ أنه على الرغم من أن برونو كان قادراً على عبور المشهد الطبيعي، فقد أوقفته المقاومة البشرية الشديدة التي قدمها البشر الذين لا يستطيعون تحمل سلوكه."