إسرائيل تزيد ضغوطها على إيران والولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الذي تعد فيه خيارا عسكريا

أخبار

الولايات المتحدة تريد الحوار مع إيران.. وإسرائيل تستعد للحرب

31 كانون الثاني 2021 14:08

تزيد إسرائيل من ضغوطها على إيران والولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الذي تعد فيه خياراً عسكرياً ضد برنامج طهران النووي بشكل علني، الأمر الذي قد يؤدي في نهاية المطاف إلى نشوب صراع إقليمي أكبر، وذلك حسب مجلة ناشونال إنتريست.

وتوضح المجلة أنه بتاريخ 25 يناير قال رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي اللفتنانت جنرال أفيف كوخافي، أن الجيش الإسرائيلي يقوم بتجديد خططه لتنفيذ ضربة على إيران استكمالاً لاستراتيجية إسرائيل الحالية، مضيفاً أن الجيش الإسرائيلي سيطور الخطط خلال العام المقبل أيضا.

وطلب الجيش الإسرائيلي ما قيمته 918 مليون دولار لتكملة ميزانيته السنوية من الكنيست لتطوير خيارات عسكرية لشن ضربة ضد إيران، وبدورها ترى مجلة ناشونال إنتريست أنه على الرغم من أنه لم يتم تمرير ذلك عبر الميزانية الوطنية الإسرائيلية، إلا أنه من المرجح أن تتم الموافقة على الطلب من قبل مجلس الوزراء الأمني برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي اللفتنانت جنرال أفيف كوخافي

وكما زعم كوخافي، إن إيران قد تكون على بعد أشهر أو حتى أسابيع من الحصول على قنبلة نووية إذا ما أسرعت طهران اندفاعها نحو صنع السلاح النووي بخطوات بسيطة.

في حين تشير مجلة ناشونال إنتريست إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس الأمريكي جو بايدن تستعد للتفاوض مع إيران بشأن مصير برنامجها النووي، مما أثار مخاوف إسرائيل من أن البيت الأبيض سيوقع صفقة أخرى مع طهران دون تناول القضايا الجوهرية الأخرى، مثل دعم طهران للوكلاء الإقليميين المناهضين لإسرائيل، بما في ذلك حزب الله في لبنان وكتائب حزب الله في العراق، ووضع إيران في تطوير برنامج الصواريخ الباليستية الخاص بها.

والجدير بالذكر حسب مجلة ناشونال إنتريست أن هذا الأمر يأتي في الوقت الذي تدخل فيه إسرائيل موسم انتخابات جديد ، حيث ستكون القضية النووية الإيرانية قضية سياسية رئيسية فيها، ومن المقرر إجراء الانتخابات الإسرائيلية العامة بتاريخ 23 مارس .

كما وتجدر الإشارة إلى أن تصريحات كوخافي المتشددة كانت مثيرة للجدل في مؤسسة الدفاع الإسرائيلية التي تتوق إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أن مثل هذه التعليقات يجب أن تبقى خلف الأبواب المغلقة، في حين أنها لم تلقى معارضة علنية من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وعلى أمل الحصول على صفقة أكثر صرامة بوساطة أمريكية مع إيران، ترى مجلة ناشونال إنتريست إن إسرائيل ستشير بشكل متزايد إلى استعدادها لمهاجمة إيران لضمان أخذ كلا الجانبين لمطالبها على محمل الجد، موضحة أنه "دائما ما أرادت إسرائيل صفقة أكثر شمولاً لمعالجة موقف إيران في الشرق الأوسط، فهي تريد في المقام الأول ألا تكون إيران قادرة على إنتاج سلاح نووي، لكنها تريد أيضا تقليل أو إزالة تهديد الصواريخ الباليستية الإيرانية والوكلاء الإقليميين المعادين لإسرائيل نفسها".

الجيش الاسرائيلي

كما توضح مجلة ناشونال إنتريست أن ذلك يأتي في حين كانت الولايات المتحدة منفتحة على نقاط التفاوض هذه، لكن إيران، في الوقت الحالي على الأقل، أقل استعدادا لإدراج هذه القضايا في مفاوضات تتعلق ببرنامجها النووي.

وفي الفترة الواقعة بين عامي 2012-2013 ، أشارت إسرائيل إلى استعدادها لمهاجمة البرنامج النووي الإيراني للضغط على المفاوضات التي أدت إلى التوصل إلى خطة العمل الشاملة المشتركة.

ومع ذلك لفتت مجلة ناشونال إنتريست أنه على الرغم من اقتراب احتمالية شن غارات جوية إسرائيلية على إيران، إلا أن المعارضة الداخلية من مؤسسة الدفاع الإسرائيلية والمخاوف بشأن انفصال دبلوماسي كبير مع الولايات المتحدة الأمريكية يمكن أن تمنع إسرائيل من القيام بمثل هذا الإجراء.

تجدر الإشارة إلى أن إيران تعتبر صواريخها الباليستية ووكلائها بمثابة رادع ضروري لخصومها الأيديولوجيين والاستراتيجيين في إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج العربي مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في المنطقة.

إلى ذلك ترى مجلة ناشونال إنتريست أنه إذا لم تعالج المفاوضات الانجراف البطيء لإيران نحو تطوير سلاح نووي، من الممكن اتخاذ مزيد من الإجراءات السرية أو حتى العلنية الإسرائيلية ضد برنامج طهران النووي، مشيرة إلى أن إسرائيل قد تكون أكثر استعداداً للتسامح مع الصواريخ الباليستية الإيرانية والوكلاء الإقليميين، خاصةً إذا ما كانت قادرة على مواصلة حربها السرية ضد مثل هذه التهديدات دون تعطيل علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية أو إثارة حرب إقليمية مع إيران.

ومع ذلك حسب مجلة ناشونال إنتريست، قد تكون إسرائيل أكثر استعدادا للمخاطرة بخرق دبلوماسي مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن الوضع النهائي لبرنامج إيران النووي أيضاً، لا سيما إذا ما أسفرت انتخابات 23 مارس عن تشكيل حكومة إسرائيلية أكثر تشدداً تشارك كوخافي وجهات نظره.

بالإضافة إلى ذلك توضح "ناشونال إنتريست" أنه يمكن أن تساعد أنظمة الردع العسكرية التقليدية والأنظمة المضادة للصواريخ في إسرائيل في تقليل خطر بعض التهديدات من وكلاء إيران الإقليميين مثل حزب الله والصواريخ الإيرانية الباليستية، الأمر الذي من شأنه أن يقلل من حتمية إسرائيل لرؤية هذه التهديدات يمكن تقليلها من خلال المفاوضات.

غارات اسرائيلية على دمشق

وشنت إسرائيل مئات الضربات الجوية والعمليات السرية ضد وكلاء إيران في المنطقة، والتي كانت معظمها في سوريا وفي بعض الأحيان في كل من لبنان و العراق.

كما ونفذت إسرائيل بالفعل عمليات تخريب واغتيالات داخل إيران نفسها لتعطيل برنامجها النووي، بما في ذلك الانفجار المزعوم الذي استهدف منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز في شهر يوليو، واغتيال العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زاده في نوفمبر الماضي.

والجدير بالذكر أن معالجة البرنامج النووي الإيراني ستشكل قضية رئيسية بشكل أكبر في الحملة الانتخابية بين الأحزاب اليمينية المتنافسة في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة.


المصدر: مجلة ناشونال إنتريست