وفقاً لدراسة جديدة من جامعة كاليفورنيا في بولدر فإن ترقق الطبقة السطحية للمحيط يجعل المياه أكثر عرضة لظواهر الاحتباس الحراري الشديدة ، كما وجد الباحثون أنه كلما أصبحت الطبقة المختلطة السطحية ضحلة، أصبحت موجات الحرارة البحرية أكثر تواتراً وشدة.
قد تفسر النتائج الزيادة الأخيرة في موجات الحرارة البحرية الشديدة، حيث يشير البحث أيضاً إلى أن ارتفاع درجة حرارة المحيطات سيصبح أكثر تدميراً مع استمرار درجات الحرارة في الارتفاع.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة ديلون أمايا: "ستكون موجات الحر البحرية أكثر حدة وستحدث في كثير من الأحيان في المستقبل، نحن الآن نفهم آليات السبب، فعندما تكون الطبقة المختلطة رقيقة، فإنها تتطلب حرارة أقل لتدفئة المحيط أكثر".
الطبقة المختلطة، أعلى 20 إلى 200 متر من المحيط، لها درجة حرارة ماء موحدة، وكلما كانت هذه الطبقة أكثر سمكًا، زادت قدرتها على حماية المياه العميقة من الهواء الساخن.
وقال أمايا: "فكر في الطبقة المختلطة على أنها قدر يغلي مليئ بالماء، لن يستغرق الأمر وقتاً على الإطلاق حتى يغلي شبر واحد من الماء، ولكن قد يستغرق وقتاً أطول حتى يتم تسخين وعاء مملوء حتى حوافه."
استخدم الباحثون ملاحظات المحيطات ونماذج الكمبيوتر لتقدير عمق الطبقة المختلطة على مدار الأربعين عاماً الماضية، وقرروا أنه منذ عام 1980، تقلصت الطبقة بنحو ثلاثة أمتار في بعض مناطق شمال المحيط الهادئ.
وكشفت التوقعات المستقبلية أنه بحلول عام 2100، ستصبح الطبقة المختلطة أقل عمقاً بمقدار أربعة أمتار، وسيكون هذا 30 بالمائة أقل من عمق الطبقة اليوم.
ووفقاً للباحثين، فإن هذه الطبقة المختلطة الرقيقة جنباً إلى جنب مع درجات الحرارة العالمية الأكثر دفئاً ستمهد الطريق لتقلبات شديدة في درجات حرارة المحيط، مما يؤدي إلى حدوث أحداث تسخين متكررة وشديدة.
يبدو أن الآثار جارية بالفعل، ففي عام 2019، أدت موجة حارة بحرية إلى ارتفاع درجة حرارة شمال شرق المحيط الهادئ بنحو ثلاث درجات مئوية، ووجد مؤلفو الدراسة أن طبقة مختلطة رقيقة على الأرجح ساهمت في هذا الحدث.
ويضيف أمايا: "إذا كنت تأخذ نفس ظروف الرياح والمحيطات التي حدثت في عام 2019 وقمت بتطبيقها على الطبقة المختلطة المقدرة في عام 2100، فستحصل على موجة حر بحرية بحرارة تبلغ 6.5 درجة مئوية أكثر دفئاً مما رأيناه في عام 2019، حدث من هذا القبيل من شأنه أن يدمر تماماً النظم البيئية البحرية الحساسة على طول الساحل الغربي للولايات المتحدة."
وأوضح أمايا أنه مع استمرار ارتفاع درجة حرارة المناخ واستمرار ضعف الطبقة المختلطة، قد يبدأ العلماء في فقدان القدرة على التنبؤ بدرجات حرارة سطح المحيط من سنة إلى أخرى، ومن أجل محاكاة هذه الأحداث في النماذج والمساعدة في التنبؤ بها، يجب أن نفهم فيزياء سبب حدوث ذلك."