تعد الأجسام المضادة والخلايا التائية من مكونات الجهاز المناعي البشري التي تعمل بشكل مباشر للاستجابة ومحاربة الالتهابات الفيروسية والقضاء على الخلايا المصابة.
وقدمت دراسة جديدة أجراها علماء من كلية الطب دوك نوس أدلة على أن الوجود المبكر للخلايا التائية الخاصة بفيروس كورونا من المحتمل أن يمنع الإصابة بالأعراض الشديدة للإصابة بالفيروس.
وفي الحقيقة، إن المناعة التكيفية المختلطة و الخلوية هما آليتان مناعيتان تعملان ضد مسببات الأمراض، حيث يتم التدخل في المناعة المختلطة عن طريق الأجسام المضادة، في حين أن المناعة الخلوية لا تشمل الأجسام المضادة بل يتم تسهيلها بواسطة الخلايا التائية.
وتكون دراسة كيفية توسط آليات المناعة هذه في محاربة فيروس كورونا مفيدة في السيطرة على تطور المرض.
ومع ذلك، فإن أدوار هذه الآليات المناعية في السيطرة على الفيروس أو التسبب في الإصابة بالمرض ليست مفهومة تماماً، وكان هناك القليل من الدراسات التي قد ركزت على الأمر في مرضى فيروس كورونا، خاصة خلال المرحلة الحادة من الإصابة بالعدوى.
لملء هذه الفجوة المعرفية، قام فريق الباحثين في كلية الطب دوك نوس بالتحقيق في التغيرات في البارامترات الفيروسية والمناعية في 12 مريضا يعانون من العدوى الحادة لفيروس كورونا، والتي كانت مصحوبة بأعراض من بداية المرض إلى الشفاء أو الوفاة.
ويقول الدكتور أنتوني تانوتو تان، زميل أبحاث أول في برنامج الأمراض المعدية الناشئة (EID) التابع لكلية الطب دوك نوس، والمؤلف المشارك في الدراسة: "لقد وجدنا أن المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة فقط من إصابتهم بفيروس كورونا يتميزون بالتفعيل المبكر للخلايا التائية الخاصة بالفيروس. ومع ذلك، فإن مقدار الاستجابة المناعية المختلطة لم تظهر مدى تأثيرها على مكافحة الفيروس".
كما وقال الباحث المشارك في الدراسة، الدكتور مارتن لينستر: "إن بياناتنا تدعم فكرة أن الخلايا التائية الخاصة بفيروس كورونا تلعب دورا هاما في السيطرة السريعة على العدوى الفيروسية والتخلص من المرض في نهاية المطاف".
في الحقيقة، إن هذه الدراسة هي استمرار لدراسة نشرها نفس الفريق في السابق في مجلة Nature العلمية المرموقة، حيث قاموا بتحليل استجابة الخلايا التائية الخاصة بفيروس كورونا في المرضى المصابين بالفيروس خلال فترة الاستشفاء.
وفي هذه الدراسة، قاموا بتوسيع التحليل ليشمل الجدول الزمني الكامل للإصابة بفيروس كورونا من البداية إلى النهاية، سواء انتهت الإصابة بالشفاء أو الوفاة.
وقال البروفيسور أنطونيو بيرتوليتي، المؤلف الرئيسي للدراسة: "لقد حان الوقت لمراقبة قدرة الخلايا التائية لتوفير فهم شامل للاستجابة المناعية ضد فيروس كورونا، وهذا يعني أن اللقاح سيكون على الأرجح أكثر فعالية إذا ما تسبب في تفعيل شامل لكل من الأجسام المضادة والخلايا التائية".
المصدر: مجلة Medical Xpress