اكتشاف جديد يحدد مصير الخلايا التائية ويعزز فعالية الجهاز المناعي

مصير الخلايا التائية وتحسين المناعة ضد الأمراض مصير الخلايا التائية وتحسين المناعة ضد الأمراض

مصير الخلايا التائية

تعتبر الخلايا التائية جزءا أساسيا من الجهاز المناعي في الجسم، حيث تساهم في محاربة العدوى والسرطان والأمراض المناعية، وعلى الرغم من وجود أنواع فرعية مختلفة من الخلايا التائية ، إلا أن كيفية تطور هذه الخلايا إلى أشكالها المختلفة كانت غامضة حتى الآن.

توضيح الآليات المعقدة للمناعة

قادت مجموعة من الباحثين، تحت إشراف كلية الطب بجامعة ييل، دراسة جديدة تهدف إلى تسليط الضوء على التفاعلات الجزيئية الديناميكية والمعقدة التي تحدث داخل الجهاز المناعي البشري، وفي دراستهم اكتشف الفريق أحد العوامل التي تتحكم في مصير الخلايا التائية ونوعها الفرعي. وقد نُشرت نتائجهم مؤخرًا في مجلة ساينس.

قال الدكتور "نيكيل جوشي"، أستاذ مساعد في علم المناعة في جامعة ييل، والمؤلف الرئيسي للدراسة:

"غالبا ما يعتقد الباحثون أن الخلايا التائية تتوزع بين أنواع مختلفة، مثل الخلايا التائية الخاصة بالعدوى أو السرطان أو المناعة الذاتية. ولكننا أردنا أن ننظر إلى هذه العملية بشكل شامل، لأن الخلايا التائية تبدأ من نفس النقطة، وكان هدفنا فهم القواعد التي تتحكم في كيفية تغيير الخلايا التائية استجابة للإشارات الجزيئية التي تتلقاها أثناء التصدي للأمراض."

العامل الذي يحدد مصير خلايا المناعة

تعتبر الخلايا التائية من نوع CD8 واحدة من الأنواع التي تعمل باستمرار في الجسم للبحث عن المهاجمين الذين قد يتسببون في العدوى والأمراض، تتغير هذه الخلايا خلال مراحل مختلفة من الاستجابة المناعية، وقد تتحول إلى خلايا قاتلة نشطة تدمر الخلايا المصابة، أو خلايا ذاكرة تحفظ المعلومات لاستئناف الدفاع ضد العدوى المستقبلية.

ومع ذلك، قد تتحول خلايا CD8 إلى حالة "إرهاق" تضعف قدرتها على محاربة العدوى أو مكافحة السرطان، للبحث في كيفية حدوث هذه التغيرات، قام الباحثون بإيقاف عمل 40 جينا في خلايا CD8، واختبروا تأثير ذلك على الخلايا أثناء مواجهتها للفيروسات.

دور البروتين KLF2 في مسار الخلايا

وجد الفريق أن البروتين "Kruppel-like factor 2" (KLF2) هو الوحيد الذي دفع خلايا CD8 إلى مسار غير متوقع، كان من المعروف أن KLF2 يتحكم في مكان وجود الخلايا في الجسم، لكن الفريق اكتشف أن KLF2 يعمل أيضا كرافعة، ينظم تمايز خلايا CD8.

عند إيقاف عمل KLF2، اكتشف الباحثون أن الخلايا اتبعت مسارًا غير طبيعي، مما جعلها تتحول إلى حالة الإرهاق بدلاً من أن تصبح خلايا قاتلة فعالة، هذا الاكتشاف يشبه تغيير مسار سيارة من طريق سريع إلى طريق ريفي، مما يقلل من فاعلية الخلايا في محاربة العدوى أو السرطان.

فتح آفاق جديدة في أبحاث المناعة

على الرغم من أن هذه الدراسة لن تؤدي مباشرة إلى علاجات جديدة للأمراض أو العدوى، إلا أنها توفر فهمًا أعمق للقواعد التي يتبعها جهاز المناعة، وبفضل هذا البحث، أصبح لدى العلماء فكرة أكثر وضوحًا حول كيفية تعديل الخيارات العلاجية لمساعدة الخلايا التائية على تجنب مسار الإرهاق والاستمرار في أداء دورها في محاربة الأمراض.

قال جوشي:

"من خلال فهم الآليات الجزيئية التي تتحكم في مصير خلايا المناعة، يمكننا استخدامها كأداة لتنظيم كيفية عمل جهاز المناعة."