بحثت دراسة جديدة من الجمعية الأمريكية لعلم الزراعة عن مصادر تلوث الغذاء في التربة، ووفقاً للبروفيسور أنجيليا سيفيرث، تعود معظم عوامل التلوث إلى كيمياء التربة.
في أحدث أبحاثها، كانت البروفيسور سيفيرث تدرس الأرز، وأفادت أن عنصري الزرنيخ والكادميوم يتواجدان غالباً في الحقول حيث يُزرع الأرز.
وقالت البروفيسور سيفيرث: "الملوثات التي تمتصها نباتات المحاصيل هي طريق للتعرض الغذائي للملوثات التي لم يتم دراستها بشكل جيد، حيث يمكننا المساعدة في تقليل تعرض الإنسان للسموم من خلال تطبيق معرفتنا بكيمياء التربة."
توجد كميات صغيرة من الزرنيخ والكادميوم في العديد من المنتجات الغذائية، في الفواكه والخضروات، ويمكن أن تشكل العناصر تهديداً لصحة الإنسان اعتماداً على مستويات تركيزها وكمية الطعام الملوث الذي يأكله الفرد.
من المعروف أن الزرنيخ والكادميوم ضاران بالجسم بتركيزات عالية، ويمكنهما أن يسببا السرطان بمرور الوقت، وتوجد هذه العناصر في أشكال كيميائية مختلفة حسب بيئتها، فإذا كانت مادة ملوثة في التربة تشبه مادة مغذية، فمن المحتمل أن تمتصها النباتات التي تنمو في التربة.
وأوضح البروفيسور سيفيرث أن: "طريقة زراعة الطعام لا تؤثر فقط على تركيز الملوثات، بل تؤثر أيضاً على مكان تخزين الملوثات داخل الطعام، فإذا فهمنا الأشكال الكيميائية للملوثات في التربة، يمكننا تصميم حلول لتقليل امتصاص النبات لها."
أما عندما يتعلق الأمر بالأرز، يمكن امتصاص الزرنيخ عند غمر الحقل، بينما من المرجح أن يتم امتصاص الكادميوم عندما لا يغمر الحقل.
وكانت البروفيسور سيفيرث تبحث عن طريقة لمنع النباتات من تناول الزرنيخ والكادميوم، ووجدت أن إحدى الطرق التي يمكن استخدامها هي إضافة مواد إلى التربة تسمى التعديلات، وباستخدام هذه المواد، يمكن للباحثين المساعدة في التحكم في الأشكال الكيميائية وامتصاص النباتات للملوثات في التربة.
بالنسبة للدراسة الحالية، وجدت البروفيسور سيفيرث أن إضافة بقايا قشر الأرز إلى تربة الأرز يمكن أن يساعد في تقليل كمية الزرنيخ والكادميوم التي تمتصها النباتات.
بقايا قشر الأرز غنية بعنصر السيليكون، وهو عنصر غذائي مهم للأرز، ويشبه الشكل الكيميائي للسيليكون شكل الزرنيخ الذي تأخذه نباتات الأرز عندما تغمر الحقول، كما أن بقايا قشر الأرز تجعل التربة أقل حمضية، مما يساعد في حبس الكادميوم بحيث لا يكون متاحاً بسهولة.
وقالت البروفيسور سيفيرث: "ليست كل مصادر السيليكون تتصرف بنفس الطريقة، فمن أجل أن تكون فعالة، يجب أن يقوم مصدر السيليكون بتوفير السيليكون بتركيز عالٍ بما يكفي خلال الوقت الذي تمتلئ فيه نباتات الأرز بالحبوب، وتعتبر بقايا قشر الأرز مصدراً ناجحاً لأنها تتحلل ببطء وتطلق السيليكون طوال موسم النمو ".