العلوم

الضجيج البشري يؤثر على الحياة تحت سطح البحر أيضاً

5 شباط 2021 09:44

لا يغير البشر سطح الكوكب ودرجة حرارته فحسب ، بل يغيرون أصواته أيضاً، ويمكن اكتشاف هذه التحولات حتى في المحيط المفتوح، وفقاً لبحث نُشر يوم الخميس.

وجد الباحثون أن التغييرات في المشهد الصوتي للمحيط تؤثر على مساحات واسعة من الحياة البحرية، من الجمبري الصغير إلى الحيتان العملاقة.

وقال فرانسيس جوانز، عالم البيئة في جامعة فيكتوريا في كندا وأحد مؤلفي الورقة البحثية في مجلة العلوم: "الأصوات تسافر بعيداً جداً تحت الماء، وبالنسبة للأسماك، ربما يكون الصوت طريقة أفضل لاستشعار بيئتها من الضوء".

وقال أنه بينما يميل الضوء إلى التبدد في الماء، فإن الأصوات تنتقل عبر الماء أسرع بكثير من الهواء.

تستخدم العديد من الأسماك والحيوانات البحرية الصوت للتواصل مع بعضها البعض، لتحديد مواقع واعدة للتكاثر أو التغذية، وربما لاكتشاف الحيوانات المفترسة، فعلى سبيل المثال، يصدر الروبيان المنقط صوتاً يشبه صوت الذرة الذي يذهل فريسته، كما يمكن أن تشبه أغاني الحوت الأحدب ألحان عازف الكمان.

لكن الضوضاء المتزايدة من حركة الشحن، وسفن الصيد الآلية، والتنقيب عن النفط والغاز تحت الماء، والبناء البحري والأنشطة البشرية الأخرى تجعل من الصعب على الأسماك سماع بعضها البعض.

قام الباحثون بفحص آلاف مجموعات البيانات والمقالات البحثية التي توثق التغييرات في حجم الضوضاء وتواترها لتجميع صورة شاملة لكيفية تغير المشهد الصوتي للمحيطات وكيف تتأثر الحياة البحرية.

وباستخدام الميكروفونات تحت الماء، يمكن للعلماء تسجيل أصوات الأسماك، والتي تكون حول نفس الترددات المنخفضة مثل ضوضاء حركة المرور.

وقال كارلوس دوارتي، عالم البيئة البحرية في مركز أبحاث البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية والمؤلف المشارك للورقة البحثية: "بالنسبة للعديد من الأنواع البحرية، فإن محاولاتها للتواصل محجوبة بالأصوات التي يصنعها البشر".