العلوم

دراسة جديدة "مقلقة" تكشف أن تغير المناخ هو أهم عوامل ظهور وباء كورونا

5 شباط 2021 23:16

ربما يكون تغير المناخ قد ساهم بشكل مباشر في ظهور فيروس سارس - كوفيد - 2 وهو الفيروس المسبب لكوفيد - 19، وفقاً لدراسة جديدة من جامعة كامبريدج، حيث كشف البحث المثير للقلق أن نمو الغابات الذي يحركه المناخ في جنوب الصين يدعم الآن عشرات الأنواع الإضافية من الخفافيش، إلى جانب 100 نوع آخر من فيروسات كورونا.

وقال البروفيسور كاميلو مورا من يو إتش مانوا، الذي بدأ المشروع: "إن حقيقة أن تغير المناخ يمكن أن يسرع انتقال مسببات الأمراض للحياة البرية إلى البشر يجب أن تكون دعوة عاجلة للاستيقاظ للحد من الانبعاثات العالمية".

وتمثل النتائج أول دليل على آلية تربط تغير المناخ بالوباء، حيث أفاد الخبراء أن التغييرات واسعة النطاق في الغطاء النباتي عبر جنوب الصين قد خلقت بيئة مثالية لتزدهر الخفافيش.

كما أدى ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ودرجات الحرارة المرتفعة إلى تحويل الشجيرات الاستوائية إلى غابات نفضية، وهي أنسب الموائل للخفافيش.

في أي منطقة معينة، يرتبط عدد فيروسات كورونا الموجودة ارتباطاً وثيقاً بعدد أنواع الخفافيش القريبة، واكتشف الخبراء أن 40 نوعاً إضافياً من الخفافيش قد انتقلت إلى مقاطعة يونان جنوب الصين في القرن الماضي، حيث تأوي حوالي 100 نوع آخر من فيروسات كورونا التي تنقلها الخفافيش، وتشير البيانات الجينية إلى أن فيروس سارس - كوفيد - 2 نشأ في هذه النقطة الساخنة العالمية.

وقال مؤلف الدراسة الأول الدكتور روبرت باير: "لقد جعل تغير المناخ خلال القرن الماضي الموطن الطبيعي في مقاطعة يونان جنوب الصين مناسباً لمزيد من أنواع الخفافيش، وقد يكون فهم كيفية تحول التوزيع العالمي لأنواع الخفافيش نتيجة لتغير المناخ خطوة مهمة في إعادة بناء منشأ تفشي فيروس كورونا". 

ومن أجل تحقيقهم، أنشأ الباحثون خريطة للنباتات في العالم كما كانت منذ قرن مضى، وبعد ذلك، قاموا بتحليل التوزيع العالمي لأنواع الخفافيش في أوائل القرن العشرين، ومن خلال مقارنة هذا بالتوزيعات الحالية، يمكن للخبراء استنتاج كيف تغير عدد أنواع الخفافيش في جميع أنحاء العالم خلال القرن الماضي بسبب تغير المناخ.

نظراً لأن تغير المناخ غيّر الموائل، تركت الأنواع بعض المناطق وانتقلت إلى مناطق أخرى، آخذة فيروساتها معها، وقال الدكتور باير أن هذا لم يغير فقط المناطق التي توجد بها الفيروسات، ولكنه على الأرجح سمح بتفاعلات جديدة بين الحيوانات والفيروسات، مما تسبب في انتقال أو تطور المزيد من الفيروسات الضارة.

هذا ويحتوي كل نوع من أنواع الخفافيش على 2.7 فيروسات كورونا في المتوسط ​، بينما يحمل عدد الخفافيش في العالم حوالي 3000 فيروس كورونا مختلف، وتؤدي الزيادة التي يحركها المناخ في أنواع الخفافيش في أي منطقة إلى زيادة فرص انتقال فيروس كورونا إلى البشر في تلك المنطقة.