الخطوط الملساء في المحيط تشكّل أوتوسترادات مزدحمة للأسماك

بينما كان من المفترض أن هذه المياه الهادئة كانت بمثابة ملجأ للأسماك، فقد اندهش الباحثون من تنوع اليرقات البحرية التي وجدوا أنها تعيش في هذه البقع السطحية.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور جوناثان ويتني: "لقد صُدمنا عندما وجدنا يرقات العديد من الأنواع، وحتى عائلات كاملة من الأسماك، وُجدت فقط في البقع السطحية، فهذا يشير إلى أنهم يعتمدون على هذه الموائل الأساسية."

يلقي البحث الضوء على كيفية بقاء يرقات الأسماك الصغيرة في المحيط المفتوح أثناء تفاديها للحيوانات المفترسة والإبحار في التيارات البحرية حتى تصل إلى موائلها المفضلة.

ومن أجل تحقيقهم، وضع الفريق أكثر من 130 شبكة سحب عوالق في البقع السطحية والمياه المحيطة بها على طول الساحل المواجه للريح في جزيرة هاواي.

وعلى الرغم من حقيقة أن البقع السطحية غطت حوالي 8 في المائة فقط من سطح المحيط في منطقة الدراسة، فقد وجد أنها تحتوي على 39 في المائة من أسماك اليرقات التي تعيش على السطح، كما احتوت البقع على أكثر من 25 في المائة من العوالق الحيوانية في منطقة الدراسة، والتي تأكلها أسماك اليرقات، و 75 في المائة من الحطام العضوي الطافي مثل الريش والأوراق.

وبشكل عام، كشفت الدراسة أن كثافة أسماك اليرقات كانت أعلى بسبع مرات في البقع السطحية مقارنة بالمياه المحيطة.

قرر الخبراء أن البقع المحيطية بمثابة موطن حضانة لليرقات البحرية لما لا يقل عن 112 نوعاً، ويمثل التنوع الملحوظ للأسماك الموجودة في المشاتل الزلقة ما يقرب من 10 في المائة من جميع أنواع الأسماك في هاواي، بما في ذلك الرافعات، وسمك الزناد ، وأسماك ماهي ماهي، وسرطان البحر والروبيان.

وقال الدكتور ويتني: "تشكل هذه" النقرات الحيوية" طريقاً سريعاً مترابطاً من موائل الحضانة الغنية التي تتراكم وتجذب أطناناً من الأسماك الصغيرة، إلى جانب تركيزات كثيفة من الطعام والمأوى، إن حقيقة أن البقع السطحية تستضيف مثل هذه النسبة الكبيرة من اليرقات، إلى جانب الموارد التي تحتاجها للبقاء على قيد الحياة، تخبرنا أنها ضرورية لتجديد مجموعات الأسماك البالغة."

ووفقاً للباحثين، تلعب البقع السطحية دوراً في الحفاظ على الشعاب المرجانية صحية ومرنة، كما تخلق هذه البقع أيضاً أماكن بحث عن الغذاء لمفترسات الأسماك اليرقية.