وفاة الأديب الفلسطيني مريد البرغوثي

فن ومشاهير

وفاة مريد البرغوثي.. في وداعه تفاصيل إبعاده عن زوجته الراحلة رضوى عاشور ونجله تميم لـ 17 عاما

15 شباط 2021 11:51

غيب الموت مساء يوم أمس الأحد، الكاتب والشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي، عن عمر ناهز السابعة والسبعين عاما، رحل الأديب الفلسطيني مريد البرغوثي الذي تغنى بـ الحب بشتى أشكاله وصوره، طوال سنوات عمره في يوم عيد الحب.



مريد البرغوثي

رحيل الأديب الفلسطيني، أعاد صور معاناته وحبه المعذب إلى الواجهة، إذ استذكر البعض شغفه بـ زوجته الأديبة المصرية الراحلة رضوى عاشور، التي أبعد عنها قسرا عند سجنه ومن ثم ترحيله من مصر في العام 1977، وهو العام نفسه الذي كان قد ولد فيه نجله تميم البرغوثي والذي كان يبلغ من العمر حينها خمسة أشهر، ذلك الرضيع الذي حُرم رؤية أبيه، بسبب وشاية قام بها أحد زملائه في اتحاد الكتاب الفلسطينيين.

قصة إبعاد مريد البرغوثي

روى الكاتب الفلسطيني الراحل تفاصيل معاناته منذ لحظة اقتياده من قبل مخبري أمن الدولة المصرية، وذلك في فصل " الإقامة في الوقت" الذي خطه ضمن كتابه " رأيت رام الله".

والذي جاء في نصه:" قلت لـ رضوى: جاؤوا... كانوا ستة مخبرين في مباحث أمن الدولة، اقتادوني إلى دائرة الجوازات في مجمع التحرير، ثم أعادوني في المساء إلى البيت لإحضار حقيبة سفر وثمن تذكرة الطائرة".

وتابع البرغوثي:" في الطريق إلى سجن ترحيلات الخليفة، كنت أنظر إلى شوارع القاهرة نظرة أخيرة، ماذا تحمل الأيام لهذا الطفل ذي الشهور الخمسة ولرضوى ولي ولنا؟".

وأضاف الراحل مؤكدا عدم إقدامه على شيء يستحق النفي والترحيل:" لم أقم بأي فعل لمعارضة الرئيس السادات لإسرائيل، كان ترحيلا وقائيا ونتيجة وشاية، كما تبين بعد سنوات عديدة، لفقها زميل في اتحاد الكتاب الفلسطينيين"، واستطرد:" الحياة صعبة على التبسيط كما ترون".

وعن صعوبة المعاناة التي خيمت عليه وعلى أسرته الصغيرة، كتب البرغوثي في مقطع نصي آخر:" اختل ميزان الاحتياج دون إرادة منا، نحن الثلاثة نحتاج القرب ذاته، في الوقت ذاته، بـ المقدار ذاته".

الجدير بالذكر أن المنفى لم يحد من حب الكاتب الفلسطيني لـ زوجته الأديبة المصرية التي تحدت معارضة أسرتها لهذه القصة وتزوجت منه في الثاني والعشرين من شهر تموز/ يوليو من العام 1970.

وعن لحظة عقد قرانهما قال الراحل ذات مرة:" في تلك الظهيرة أصبحنا عائلة... وضحكتها صارت بيتي"، قبل أن يكتب بحقها قصيدة جاء عنوانها بـ اسمها " رضوى".

والتي نشرت في أوائل السبعينيات في مجلة الكاتب والتي جاء في نصها:" على نولِها في مساء البلاد... تحاول رضوى نسيجا... وفي بالها كل لون بهيج... وفي بالها أمة طال بها الحداد".


معلومات عن الأديب مريد البرغوثي

ولد الراحل في قرية دير غسانة، الواقعة بالقرب من مدينة رام الله، التي تلقى فيها تعليمه الثانوي، قبل أن يقصد مصر في العام 1963 حيث التحق هناك بـ جامعة القاهرة، وتخرج من قسم اللغة الإنجليزية في العام 1967.

تزوج من الروائية المصرية رضوى عاشور في العام 1970، وأنجب منها ابنه الشاعر تميم البرغوثي الذي تغنى ذات مرة بـ قصة حب والديه، وقال باللهجة العامية المصرية:" أمي وأبويا التقوا والحر للحرة... شاعر من الضفة برغوثي واسمه مريد... قالوا لها ده أجنبي... ما يجوزش بالمرة... قالت لهم يا عبيد إلي ملكوها عبيد... من إيمتى كانت رام الله من بلاد برة... يا ناس يا أهل البلد شارياه وشاريني... من يعترض عـ المحبة لما ربي يريد".


يذكر أن الكاتب الراحل مريد البرغوثي، أصدر خلال حياته اثنا عشرة ديوان شعري، وكتابات نثريان، حمل أحدهما اسم " ولدت هناك وولدت هنا"، والآخر " رأيت رام الله".