يبدو أن تعقيدات ملف تشكيل الحكومة اللبنانية أصبحت تستدعي تدخلاً خارجياً حقيقياً، ففي حين تم الإعلان عن زيارة ثالثة لإيمانويل ماكرون إلى لبنان، نشطت روسيا في الأمس في الحث على ضرورة التشكيل السريع لحكومة المهمة، من خلال اتصالين هاتفيين أجراهما المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، مع كل من سعد الحريري ووليد جنبلاط.
اللافت في الاتصالات الروسية التي جرت أمس هو التأكيد على تشكيل حكومة المهمة التي تطالب فيها أصلا المبادرة الفرنسية، الأمر الذي يعكس توافقاً وتكاملاً لا تنافساً بين الموقف الفرنسي والروسي.
وأمام غياب أي تحرك حقيقي وفاعل على الأرض، كشفت مصادر ديبلوماسية غربية عن توقعات شديدة السوداوية قد تهيمن على لبنان في المرحلة المقبلة، لاسيما التوقعات التي تنذر بتحرك خطير للسوق السوداء، والذي سيؤدي إلى رفع سعر تصريف الدولار إلى معدلات جنونية، ستزيد الوضع الاقتصادي سوءاً.
وبحسب صحيفة اللواء فإن المعلومات تفيد بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزور المملكة العربية السعودية نهاية هذا الشهر أو مطلع آذار، ويزور ايضاً الامارات العربية المتحدة ودولا اخرى، للبحث في عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك وبينها بالطبع ملف لبنان والعلاقات الخليجية – الايرانية ومصيراستئناف مفاوضات الملف النووي بين اميركا وايران وتأثيراتها على لبنان.
وأفادت المعلومات أيضاً أن الرئيس ماكرون أجرى اتصالات مع بعبدا وبيت الوسط في محاولة لرأب الصدع بين الطرفين، إلا أنها بقيت بعيدة عن الأجواء ولم يعرف ما إذا كانت شملت رئيس مجلس النواب نبيه بري.
ووسط كل هذه التعقيدات يبدو أن ملف التشكيل سيبقى حبيساً للنزاع السياسي والطائفي، وبالتالي سيتعين على حكومة تصريف الأعمال الاستمرار في عملها في هذه الفترة الصعبة على كل الأصعدة من تاريخ لبنان.