كشفت دراسة جديدة أن الطيور تزيد سماكة الريش لتتحمل الظروف الباردة في المرتفعات العالية، حيث فحص الباحثون ريش 249 نوعاً من الطيور المغردة في جبال الهيمالايا باستخدام مجموعة من عينات الطيور في متحف سميثسونيان الوطني للتاريخ الطبيعي.
ولتنظيم درجة حرارة أجسامها، تزرع الطيور طبقة من العزل بين أجسامها وأبعد ريشاتها.
كشفت الدراسة أن الطيور التي تعيش على ارتفاعات أعلى لديها ريش سفلي أكثر من الطيور التي تعيش في ارتفاعات منخفضة، كما وجد الخبراء أن الطيور الصغيرة، التي تفقد الحرارة بشكل أسرع من الطيور الكبيرة، تنمي ريشها أطول بما يتناسب مع حجم أجسامها.
يسلط البحث الضوء على أهمية الريش في مساعدة الطيور على التكيف مع بيئتها، ويشير إلى أن إضافة الريش قد تكون استراتيجية شائعة بين الطيور المغردة، وقد تساعد النتائج الباحثين في النهاية على التنبؤ بالطيور الأكثر عرضة لتغير المناخ من خلال دراسة ريشها ببساطة.
وقال ساهاس بارف كبير الباحثين في الدراسة: "تشهد جبال الهيمالايا بعضاً من أسرع معدلات الاحترار على الأرض، وفي الوقت نفسه، يؤدي تغير المناخ إلى زيادة تواتر وشدة الأحداث شديدة البرودة مثل العواصف الثلجية، ويمكن أن توفر لنا القدرة على التنبؤ بدقة درجات الحرارة التي يمكن أن يتحملها الطائر أداة جديدة للتنبؤ بكيفية استجابة أنواع معينة لتغير المناخ ".
وبينما أشارت الدراسات السابقة إلى أن الطيور من الموائل الباردة لديها ريش سفلي إضافي، قال بارف أن هذه هي الدراسة الأولى لتحليل هذا النمط لعدد كبير من الأنواع في البيئات الباردة وعبر 5000 متر من الارتفاع.
استخدم الباحثون مجهراً لتصوير ريش صدر 1715 عينة من جبال الهيمالايا الشاهقة، وحلل الفريق الصور لتحديد المدة التي كان فيها كل قسم ناعم من الريش بالنسبة لطوله الإجمالي.
وكشف التحليل أن الطيور من أعلى المرتفعات، وكذلك أصغر الطيور، تميل إلى أن يكون لها أعلى نسبة من الريش على أجسامها، فالطيور الصغيرة لديها ريش أسفل يبلغ طوله ثلاثة أضعاف ريش أكبر الطيور، في حين أن الطيور عالية الارتفاع لديها ما يصل إلى 25 في المائة من الريش.