نظراً لأن تغير المناخ يغير كوكب الأرض، ستصبح بعض المناطق أكثر سخونة وجفافاً، بينما ستصبح مناطق أخرى أكثر رطوبة، وفي دراسة جديدة من جامعة كاليفورنيا في ديفيس، اكتشف الخبراء أن طيور النقشارة الصفراء يمكنها تتبع مناخها المفضل على مدى آلاف الأميال.
وقالت راتشيل باي، المؤلفة المشاركة في الدراسة، والأستاذ المساعد في قسم التطور والبيئة بكلية العلوم البيولوجية: "المدهش أن الطيور تتبع مناخات متشابهة على الرغم من حقيقة أنها هاجرت آلاف الأميال، ويبدو أن الطيور الفردية قد تتكيف مع أنظمة مناخية معينة."
طائر النقشارة الأصفر "الطائر المطرب" له أراضي تكاثر في جميع أنحاء أمريكا الشمالية ويطير جنوباً لقضاء فصول الشتاء في أمريكا الوسطى والجنوبية.
وفي دراسة سابقة، ربطت البروفيسور باي وفريقها الاختلافات الجينية بين طائر النقشارة بأنماط هطول الأمطار عبر أمريكا الشمالية، وأشارت الدراسة إلى أن بعض الأفراد يتأقلمون مع الظروف الجافة، بينما يزدهر آخرون في الظروف الرطبة، واستناداً إلى علم الوراثة الخاص بهم، تمكن الباحثون من التنبؤ بمكان تزاوج الطيور.
جمعت البروفيسور باي البيانات للدراسة الحالية خلال بحثها بعد الدكتوراه، بالتعاون مع محطات النطاقات ومواقع التجميع في أمريكا الشمالية والجنوبية.
وعندما قارن الخبراء أنماط المناخ في مناطقهم الشتوية والصيفية، وجدوا أن الطيور الفردية أظهرت تفضيلاً للمناطق الأكثر جفافاً أو رطوبة، ولكن ليس للمناطق الأكثر دفئاً أو برودة.
طائر النقشارة الأصفر الذي نشأ في أجزاء جافة نسبياً من أمريكا الشمالية، مثل الوادي الأوسط بكاليفورنيا، كان له مناطق شتوية في الأجزاء الجافة من أمريكا الجنوبية أو الوسطى.
وقالت البروفيسور باي: "هذا هو العرض الأول لاستخدام التتبع الجيني الفردي لربط المناخات عبر دورة الهجرة عند مختلف أنواع الطيور".
يمكن أن يكون للنطاقات المتخصصة عواقب على كيفية استجابة الطيور لتغير المناخ، هذا وتتكهن البروفيسور باي بأن التباين الذي وجدته هي وزملاؤها قد يوفر المادة الخام للأنواع للتكيف مع الظروف المناخية المتغيرة.
فعلى سبيل المثال، يمكن لمجموعات الطيور التي تكيفت مع الظروف الجافة أن تحل في نهاية المطاف محل تلك التي تكيفت مع الأنواع الأكثر رطوبة، وقد يكون هذا الانتقال قد بدأ بالفعل، حيث وجد الباحثون أن أحجام مجموعات طيور النقشارة الصفراء قد تغيرت مع أنماط هطول الأمطار بمرور الوقت.