دراسة جديدة تكشف أن الجين المرتبط بالتوحد يساعد الطيور المغردة في حفظ أغانيها

يلعب الجين المرتبط باضطراب طيف التوحد دوراً مهماً للغاية في مهارات الحفظ لدى الطيور المغردة، ووجد الباحثون في جامعة ساوث ويسترن أن تعطيل هذا الجين منع الطيور من القدرة على حفظ الأغاني الفريدة لآبائهم.

تلقي النتائج ضوءاً جديداً على أوجه القصور في الكلام واللغة التي غالباً ما تصاحب التوحد، وقد تؤدي في النهاية إلى تحسين العلاجات.

وأوضح المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور تود روبرتس أن الأصوات التي تعد جزءاً أساسياً من التواصل البشري فريدة نسبياً في عالم الحيوان، ليس فقط بسبب تعقيدها، ولكن أيضاً في الطريقة التي تنتقل بها من مقدمي الرعاية إلى الأبناء.

بين الطيور المغردة مثل عصافير الحمار الوحشي، تنتقل الأغاني من الآباء إلى الأبناء الذكور، وعلى غرار البشر، تمتلك الطيور دوائر عصبية مكرسة لعملية التعلم هذه في منطقة من الدماغ يشار إليها باسم المركز الصوتي العالي. 

وقال الدكتور روبرتس إنه بسبب أوجه التشابه بين تعلم الأغنية عند الطيور وتعلم اللغة لدى البشر، غالباً ما تستخدم الطيور المغردة كنموذج علمي لفهم تطور الكلام لدى البشر.

درس الباحثون عصافير الحمار الوحشي للتحقق من دور الجين المسمى FoxP1، وهو جين وثيق الصلة بالتوحد، حيث تسبب طفرات هذا الجين نوعاً فرعياً من التوحد يتميز بضعف شديد في اللغة.

ووفقاً للدكتور روبرتس، فإن تعلم النطق يتكون من مرحلتين مختلفتين: تكوين ذاكرة للأصوات ثم ممارسة الأصوات من خلال التقليد، وتمارس عصافير الحمار الوحشي الأحداث أغنية آبائهم آلاف المرات في اليوم على مدار ثلاثة أشهر، فهم يتدربون على الأغنية عشرات الآلاف من المرات حتى تصبح متقاربة.

وللتحقيق في دور جين FoxP1 في عملية التعلم هذه، فصل الباحثون طيور حمار الوحش الصغيرة إلى مجموعتين، حيث أمضت نصف الطيور حياتها المبكرة على اتصال بآبائها المغنين وعاشت معهم وهم يمارسون أغانيهم، بينما أمضى النصف الآخر حياتهم المبكرة مع أمهاتهم وانضموا لاحقاً إلى آبائهم خلال مرحلة الممارسة.

استخدم الخبراء تقنية تسمى تداخل الحمض النووي الريبوزمي لتعطيل FoxP1 في المركز الصوتي العالي لبعض الطيور، وكشفت التجربة أنه بمجرد وصول الطيور إلى مرحلة البلوغ، فقط أولئك الذين لديهم جين FoxP1 نشط خلال مرحلة حفظ الأغنية كانوا قادرين على إعادة إنتاج أغاني آبائهم بدقة، وإذا تم إلغاء تنشيط FoxP1 قبل الحفظ، فإن الطيور تغني أغانٍ لا تشبه الألحان التي غناها آبائهم.

وقال الدكتور روبرتس: "تشير نتائجنا إلى أن FoxP1 هو المفتاح لتشكيل ذكريات الأغنية في هذه الطيور والتي تعتبر ضرورية لتقليدها لاحقاً في الحياة".