دراسة جديدة تتمكن من عزل جينوم مسؤول عن طول عمر قرود الكبوشي وذكاءها

دراسة جديدة تتمكن من عزل جينوم مسؤول عن طول عمر قرود الكبوشي وذكاءها

في دراسة جديدة من جامعة ليفربول، قام الباحثون لأول مرة بفك تسلسل جينوم قرد الكبوشي، حيث كشف التحليل الجيني عن أدلة جديدة حول تطور الأعمار الطويلة والأدمغة الكبيرة لقرود الكبوشي "السعدان المقلنس". 

أوضح البروفيسور جواو بيدرو دي ماغالهايس، مؤلف الدراسة المشارك ، أن "الكبوشي لديهم أكبر حجم دماغ نسبي لأي قرد ويمكن أن يعيشوا بعد سن الخمسين، على الرغم من صغر حجمهم، لكن أسسهم الجينية ظلت غير مكتشفة حتى الآن".

استخدم الباحثون نهج علم الجينوم المقارن لدراسة قرد الكبوشي ذو الوجه الأبيض ضد مجموعة متنوعة من الثدييات، وحددوا الجينات المرتبطة بطول العمر وتطور الدماغ التي تم اختيارها تطورياً في قرود الكبوشي.

درست مؤلفة الدراسة ورئيسة الأبحاث الكندية أماندا ميلين سلوك قرد الكبوشي وعلم الوراثة لما يقرب من 20 عاماً، وقالت ميلين: "وجدنا تواقيع الانتقاء الإيجابي على الجينات الكامنة وراء كلتا السمتين، مما يساعدنا على فهم أفضل لكيفية تطور هذه السمات، وبالإضافة إلى ذلك، وجدنا دليلاً على التكيف الجيني مع الجفاف والبيئات الموسمية من خلال النظر في مجموعات الكبوشي من الغابات المطيرة والغابات الجافة الموسمية."

كما حدد الخبراء الجينات التي تشارك في استجابة تلف الحمض النووي، والتمثيل الغذائي، ودورة الخلية، وإشارات الأنسولين، حيث يُعتقد أن تلف الحمض النووي يساهم بشكل رئيسي في الشيخوخة، وأظهرت الدراسات السابقة التي أجراها البروفيسور دي ماغالهيس أن الجينات المشاركة في استجابات تلف الحمض النووي تظهر أنماط اختيار خاصة بطول العمر في الثدييات.

وقال البروفيسور دي ماغالهايس: "نظراً لأن الجينات المرتبطة بالشيخوخة غالباً ما تلعب أدواراً متعددة، فمن المستحيل التأكد مما إذا كان الانتقاء في هذه الجينات مرتبطاً بالشيخوخة أو بسمات أخرى في تاريخ الحياة، مثل معدلات النمو وأوقات النمو، والتي ترتبط بدورها بطول العمر، على الرغم من أننا يجب أن نكون حذرين بشأن الأهمية البيولوجية لنتائجنا، فمن المغري التكهن بأنه، كما هو الحال في الأنواع الأخرى، يمكن للتغييرات في جينات أو مسارات محددة مرتبطة بالشيخوخة، أن تسهم في إطالة عمر الكبوشي". 

أصبح البحث ممكناً من خلال تطوير تقنية جديدة تسمح للخبراء بعزل الحمض النووي بشكل أكثر كفاءة من براز الرئيسيات.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور جوزيف أوركين: "هذا إنجاز كبير لأن الطريقة النموذجية لاستخراج الحمض النووي من البراز ينتج عنها حوالي 95-99٪ من الحمض النووي الذي يأتي من ميكروبات الأمعاء والمواد الغذائية".

"لقد تم إنفاق الكثير من المال في تحديد تسلسل الجينوم من كائنات مختلفة غير الثدييات التي نحاول بالفعل دراستها، ولهذا السبب، عندما طلب علماء الأحياء البرية جينومات كاملة، كان عليهم الاعتماد على مصادر أكثر نقاءً للحمض النووي، مثل الدم أو اللعاب أو الأنسجة".