كيف تكون الغيرة أمرا جيدا عندما يتعلق الأمر بالصداقة

الغيرة تساعد أو تضر بعلاقاتنا الاجتماعية

الغيرة ليست أمراً سيئاً كما يعتقد معظم الناس، بل هي صفة جيدة في أي نوع من العلاقات، سواء أكانت علاقة عاطفية أم مجرد علاقة صداقة عادية.

على الرغم من سمعتها السيئة، يقول باحثون من جامعة ولاية أريزونا أن مشاعر الغيرة يمكن أن تساعد في الواقع على تقوية الصداقات والعلاقات الاجتماعية المختلفة، ووجدت دراستهم أن الغيرة تحفز بعض الناس على التصرف بشكل مختلف بسبب قيمة أصدقائهم بالنسبة لهم.

الغيرة في العلاقات الاجتماعية

ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة، جيمي أرونا كريمس، وهو الآن أستاذ مساعد في علم النفس في جامعة ولاية أوكلاهوما: "إن الأصدقاء ليسوا موجودين لقضاء الوقت الممتع فحسب، بل هم مورد مهم للغاية، لاسيما في الوضع الراهن الذي نعيشه جميعاً في ظل استمرار جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد. فالأصدقاء يقدمون الدعم أثناء الظروف الصعبة، ويمنعون الشعور بالوحدة، ويمكنهم توفير موارد إدامة الحياة عندما نحتاج إليها أيضاً".

كما واكتشف مؤلفو الدراسة أن ليست كل التهديدات التي تتعرض لها الصداقة يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالغيرة.

وعلى سبيل المثال، عندما يبتعد أحد الأصدقاء المقربين، تشير الدراسة إلى أن أصدقاءه عادة ما يشعرون بالحزن أكثر من أي شيء آخر.

بالإضافة إلى ذلك، كما قد يتوقع الكثيرون، تميل مشاعر الغيرة إلى الظهور عندما يدخل شخص آخر في الصورة، ويمكن أن يثير الصديق الذي لديه اهتمام رومانسي جديد أو كون صداقة جديدة أو حصل على زميل جديد في العمل الحسد لدى شخص آخر، حيث يسمي الباحثون هذا التهديد المسبب للغيرة باسم "تهديد الطرف الثالث".

• كيف يمكن للغيرة أن تساعد أو تضر بعلاقاتنا الاجتماعية؟

يوضح أستاذ علم النفس في جامعة ولاية أريزونا، دوغلاس كينريك، أن التهديد الذي يشعر به الناس من مثلثات العلاقات هذه يأتي من صديق واحد جديد، والذي يعتقد أنه يمكن استبداله به.

والغريب أن معظم الناس يكونون قلقين بشكل أكبر من أن يقضي صديقهم وقتا أطول مع الصديق الجديد بدلا من أن يقضيه مع حبيبة جديدة.

ويضيف كينريك: "لم تكن تهديدات الطرف الثالث للصداقة مرتبطة فقط بصديق مقرب يقضي وقتاً بعيداً عنا، بل كان من المهم أن يحل الشخص الذي يقضون الوقت معه محلنا كصديق أيضاً. ووجدنا أن الناس يشعرون بغيرة أقل من قضاء صديقهم المقرب نفس القدر من الوقت مع شريك رومانسي جديد مقارنة مع أحد الأصدقاء الجديد، مما يعني أن أكثر ما يشعرنا بالغيرة هو إمكانية استبدالنا بصديق آخر".

وبسبب التهديد الذي يشعر به أحد الأصدقاء، قد يحاول التلاعب بصداقته من خلال احتكار وقت الصديق وعواطفه، وهو يطلق عليه مؤلفو الدراسة "حراسة الصديق"، والذي قد يكون ضارا بالعلاقة.

ومع ذلك، في الجانب الإيجابي من الأمر، يمكن أن يكون الشعور بفقدان صديق أن يجعل الشخص صديقاً أفضل للاحتفاظ بمكانته عند صديقه.

كما وتقول المؤلفة المشاركة في الدراسة، أثينا أكتيبيس: "يمكن أن يكون الشعور بالغيرة أحيانا إشارة إلى أن الصداقة مهددة، ويمكن أن تساعدنا هذه الإشارة على الانطلاق إلى العمل للاستثمار في صداقة ربما كنا قد أهملناها".

المصدر: موقع Study Finds