دراسة تجد أن العقاقير المخفضة للكوليسترول لا تسبب آلاما في العضلات

علوم

دراسةجديدة: العقاقير المخفضة للكوليسترول لا تسبب آلاما في العضلات

25 شباط 2021 12:06

أظهرت دراسة جديدة أن العقاقير المخفضة للكوليسترول "عقاقير الستاتين" عموماً لا تسبب آلام العضلات، الأمر الذي كان يمنع بعض الأشخاص من تناول عقاقير الستاتين الموصوفة لحمايتهم من مشاكل القلب الخطيرة، حيث تأمل هذه الدراسة في تبديد بعض المخاوف.

وفي الحقيقة، إن مليوني شخص في المملكة المتحدة الأكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية مؤهلون للحصول على العقاقير المخفضة للكوليسترول، لكن الكثير من الناس يرفضونها أو توقفوا عن تناولها بسبب التقارير المقلقة والمنتشرة في بعض الأحيان عن أن عقاقير الستاتين تسبب آلام العضلات، لكن الدراسة التي مولها المعهد الوطني للبحوث الصحية أظهرت أن معظم الناس يعانون من نفس الآلام والأوجاع سواء كانوا يتناولون عقاقير الستاتين أم لا.

العقاقير المخفضة للكوليسترول 

وقال ليام سميث، أستاذ علم الأوبئة الإكلينيكي في معهد لندن للصحة والطب الاستوائي وكبير مؤلفي الدراسة التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية، أن أولئك الذين يقولون إنهم يعانون من آلام أثناء تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول "عقاقير الستاتين" لا يكذبون أيضاً.

مضيفاً: "نحن لا نقول إن أي شخص يعاني من الأوجاع والآلام على الإطلاق، وهذه آلام حقيقية بالفعل، ولكن ما نريد أن نعرضه بوضوح شديد هو أن هذه الآلام والأوجاع لا تكون أسوأ أو تزداد عند تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول، ويشعر بها الناس سواء تناولوا هذه العقاقير أم لا.

خلال الدراسة، قارن الباحثين أعراض كل فرد في نقاط زمنية مختلفة خلال تناول الدواء الوهمي وتناول عقاقير الستاتين بدلا من مقارنة مجموعة بمجموعة أخرى.

وقال سميث أن هذا جعل نتائجهم "مقنعة جدا"، وأنه جعل عدم الحاجة لوجود آلاف الأشخاص في الدراسة أمراً ممكناً.

وقام الباحثين بتجنيد 200 شخص توقفوا عن تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول "عقاقير الستاتين" بعد الإبلاغ عن آلام شديدة في العضلات أو كانوا يفكرون في التوقف.

وعلى مدار عام، تم تكليف كل شخص بثلاث فترات علاجية بعقار الستاتين لمدة شهرين، وثلاث فترات علاجية بعلاج وهمي لمدة شهرين أيضاً، ولكن بترتيب عشوائي، بحيث لم يكن المرضى ولا الطبيب ما العلاج الذي يتناوله المرضى في أي وقت، ثم طلب من كل مشارك تسجيل آلام العضلات التي شعروا بها طوال فترة الدراسة.

بشكل عام، وجد الباحثون أن الأشخاص قد أبلغوا عن أعراض أكثر بقليل عند تناول الدواء الوهمي مقارنة بالعقاقير المخفضة للكوليسترول، لكن الفرق لم يكن كافيا ليكون كبيراً.

وخلال العام، انسحب 80 شخصاً من الدراسة، حيث انسحب 32 شخص بسبب آلام عضلية لا تطاق، ومن بين هؤلاء عانى 18 شخص من آلام تناول عقاقير الستاتين و13 من تناول العلاج الوهمي.

في نهاية التجربة، تمت دعوة جميع المشاركين لمعرفة نتائجهم، وقرر ثلثاهم أنهم سيستأنفون تناول عقاقير الستاتين.

وفي حالة 96 شخصاً قيل لهم أنه من غير المحتمل أن تساهم العقاقير المخفضة للكوليسترول في آلامهم العضلية، استأنف 65 شخصا تناول العقار، أي بنسبة 68٪.

وتجدر الإشارة إلى أن معظم الأشخاص الذين شاركوا في التجربة كانوا في الفئة العمرية من 65 إلى 79 عام، وكان ربعهم تتراوح أعمارهم بين 50 و64 عام، وأعداد أقل من الأعمار الأخرى، كما ولم يكن هناك تفسير لآلام عضلاتهم.

ويقول سميث: "إن الأوجاع والآلام شائعة جداً للأسف بين الأشخاص في السبعينيات من العمر، وليس من المفاجئ أن يبحث الناس عن سبب لها. إننا لم نخوض في التفاصيل حول سبب آلامهم في دراستنا، ولكن ما أظهرناه هو أنه لم تكن الآلام أسوأ عند تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول مقارنة بتناول الدواء الوهمي. لذلك لا شك في أن الأوجاع والآلام شائعة للأسف، وسيكون من الرائع لو وجدنا علاجاً لها جميعها".

وأضاف: "يجب أن تطمئن دراستنا أولئك الذين يتناولون العقاقير المخفضة للكوليسترول بالفعل أو يفكرون في تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول، حيث تمنع هذه الأدوية النوبات القلبية وتنقذ الأرواح. وفي حالات نادرة جدا يمكن أن تسبب آلاما في العضلات، لكن الغالبية العظمى من الناس لن تتأثر بها. لذلك يمكننا أن نقول إن فوائدها تفوق مخاطرها".

المصدر: صحيفة الجارديان