أظهرت دراسة جديدة أن ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالحمل يمكن أن يؤدي إلى مخاطر قلبية طويلة الأمد لدى النساء.
وبالمقارنة مع أولئك النساء اللواتي يعانين من ضغط دم طبيعي أثناء الحمل، فإن اللواتي يعانين من اضطرابات ضغط الدم مثل تسمم الحمل وارتفاع ضغط الدم الحملي كان لديهن اختلافات كبيرة في بنية القلب ووظيفته بعد عقد من الولادة.
وتؤثر هذه الاختلافات بشكل أساسي على البطين الأيسر للقلب، وتزيد من خطر إصابة المرأة بأمراض القلب وفشل القلب في وقت لاحق من الحياة، دون أن تكون المرأة على علم بذلك.
ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالحمل
وذلك وفقاً لدراسة أجرتها جامعة بيتسبرغ ونشرت بتاريخ 22 فبراير في مجلة الكلية الأمريكية لطب القلب.
واقترح الباحثون أن النتائج قد تساعد الأطباء في تحديد النساء المعرضات لخطر كبير للإصابة بأمراض القلب على المدى الطويل وبدء العلاج الوقائي.
كما وقال المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور مالامو كونتوريس، طبيب القلب والمدير المشارك لمستشفى UPMC Magee-Womens Hypertension Clinic: "إن ارتفاع ضغط الدم قاتل صامت ".
وأضاف الدكتور كونتوريس: "لم يكن لدى أي من النساء في دراستنا أعراض سريرية لمرض القلب، فهن صغيرات وربما يشعرن بصحة جيدة، وربما لا يزرن مقدم رعاية صحية بانتظام، ولكن من المهم البدء في فحص ضغط الدم المرتفع لهن مبكراً".
كما ووجدت الدراسة أيضاً أن النساء اللواتي لديهن تاريخ من ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، هن أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب الآن.
وبعد ثمانية إلى 10 سنوات من الولادة، كان لدى ما نسبته 79٪ من النساء المشاركات في الدراسة واللواتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالحمل سماكة في جدران البطين الأيسر مقارنة بغيرهن.
تجدر الإشارة إلى أن الإصابة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل يرتبط حاليا بحالة يصبح فيها البطين الأيسر أكثر تيبسا ولا يمتلئ بالدم بكامل طاقته.
ويوضح الدكتور كونتوريس: "تحديد النساء المعرضات لخطر كبير يمكن أن يوفر فرصة للتدخلات المستهدفة للوقاية من أمراض القلب، كما أن اقتراح اجراء تغييرات بسيطة في نمط الحياة أو النظام الغذائي، بما في ذلك التمارين المنتظمة والإدارة الأفضل لعوامل الخطر القلبية الوعائية الأخرى، يمكن أن يمنع التغيرات العكسية في القلب ويقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب في وقت لاحق من الحياة".
بالإضافة إلى ذلك، خلص كونتوريس إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة المزيد حول العلاقة بين حالات الحمل المعقدة والتأثيرات طويلة المدى على القلب.