يعيش لبنان حالة ترقب لبصيص أمل التشكيل الحكومي الذي يعلق عليه كل لبناني أمله بانتشاله من مستنقعات الأزمات المعيشية والاقتصادية والسياسية... المحلل السياسي اللبناني والدبلوماسي في العلاقات الدولية الدكتور حاتم محي الدين بين أن ملف التشكيل الحكومي في لبنان ملف شائك يرتبط بكل ملفات المنطقة من اليمن إلى العراق وسوريا وبالتحديد ما يخص الملف النووي الإيراني.
وأكد المحلل السياسي أن الشكليات التي نراها في علاقة رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المعني بالتشكيل الحكومي سعد الحريري هي المؤثر الأساسي في تشكيل هذه الحكومة.
وفي حديثه عن المبادرة الفرنسية أوضح الدكتور حاتم محي الدين أنها كانت مبادرة ضعيفة وليست محمية كما أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جعلت منها مهزلة في الوسط السياسي اللبناني، فبعد أن كنا نتكلم عن حكومة تكنوقراط وعن حكومة اختصاصيين أصبحنا نتكلم عن حكومة فيها وزراء لهذا الحزب ووزراء لذاك التيار وعن ثلث معطل وما شابه.
وبالنسبة لملف التشكيل الحكومي أكد الدكتور حاتم محي الدين أنه وضمن كل العوامل السياسية في لبنان يرتبط ملف التشكيل الحكومي في لبنان مباشرة بموضوع الصراع الإسرائيلي وبالتحديد الصراع بين المقاومة في لبنان وهذا العدو الغاصب في فلسطين المحتلة لذلك إدارة أمريكا القديمة والجديدة وكل الإدارات المتعاقبة ستعمل على ما يخدم مصلحة إسرائيل في المنطقة ومن ظن أن إدارة بايدن اليوم هي إدارة مستنسخة عن أوباما فهو مخطئ جدا وربما سنصل لمكان سنترحم به على إدارة ترامب....
وفي الحديث عن التحولات السياسية في المنطقة أوضح الدكتور حاتم محي الدين أن المنطقة شهدت تحولا كبيرا إن كان على الساحة السورية أو العراقية ويبدو أن ظهور تنظيم داعش في المنطقة هو السبب.
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية اليوم أصبحت بمواجهات مع ملفات جديدة منها الملف السعودي ومقتل خاشقجي الذي دخلته أمريكا بسياق الإبتزاز من قبل واشنطن لدول النفط العربي وسحب اموالها.
وربما ترامب أنهى مشوار ال٥٠٠ مليار دولار وأتى اليوم دور إدارة بايدن الجديدة.
ولفت الدكتور حاتم محي الدين أن حركة الإفلاس متنقلة في كل البلاد العربية وتطال أيضا دول النفط العربي ليست فقط لبنان فلبنان يمثل ما مثلته الدول الصغيرة في الربيع العربي حين بدأ الربيع في تونس إلى أن وصل إلى باقي الدول العربية.
بالنسبة لموضوع الإنهيار الإقتصادي في لبنان كشف الدكتور حاتم محي الدين أن هذا الانهيار سببه الضغط على الشعب اللبناني لتغير مواقفه اتجاه المقاومة وربما تشكيل الحكومة المؤجل وما ينتظره اللبنانيين للتغير البطيء والبسيط في موضوع الحركة الاقتصادية التي قد تنعش هذا الاقتصاد قليلا وليس كثيرا أن أمريكا لازالت تتحكم بالاقتصاد العالمي فهذا الشعب ينتظر تشكيل هذه الحكومة لملئ الرئة الاقتصادية اللبنانية فقط ببعض الأوكسجين فقط لتمرير الوقت للوصول لحل كامل وشامل لكل ملفات المنطقة.
ولفت الدكتور حاتم محي الدين إلى أن مايحدث في لبنان هو خدمة للمشروع الإسرائيلي فبعد أن هزمت إسرائيل عسكريا على الأرض وبعد أن تراجع تفوق الجيش الإسرائيلي جاء السكوت عن اعتتداءاته المتكررة على المنطقة السورية من الأجواء اللبنانية دون أي رد فعل من حلفاء سوريا وخاصة الروس تقوية للموقف الإسرائيلي في المنطقة.
وبالعودة لملف التشكيل الحكومي في لبنان المرتبط فعليا بكل مايدور في المنطقة يبدو أن الدور الأهم الذي يستطيع حسم كل هذه الأمور هو الدور الإيراني لأنه يؤثر على المؤثرات الأساسية في موضوع التركيبة السياسية في لبنان وكلنا يعلم أن الرئيس سعد الحريري إضافة لبعض التوجهات وعلاقاته وعن خلافات عدد الوزراء وعن الثلث المعطل وكل ما يحاك في التشكيل الحكومي لايهم...
المهم هو التوقيت في إعلان هذه الحكومة وهذا مايخدم لبنان اليوم وقوة لبنان في مواجهة اسرائيل ومشاريعها العدوانية وماينفذ اقتصاد لبنان المنهار.
وختم الدكتور حاتم محي الدين قوله علينا أن نتكاتف كلنا في لبنان بمختلف انتماءاتنا والأحزاب القوية والقادرة للخروج بحكومة وبوقت سريع لمراعاة الوضع الاقتصادي المنهار لأننا مقدمون على انفجار من الداخل والخارج عنوانه الوضع الاقتصادي والمعيشي الذي يخدم أعداء لبنان فقط.
