تشتهر الخنازير البرية في ماليزيا بكونها مدمرة للبيئة، لكن دراسة جديدة من جامعة كوينزلاند تشير إلى أنها تلعب دوراً مهماً في بناء الغابات المطيرة، حيث يظهر البحث، ولأول مرة، أن الخنازير البرية تساعد في تعزيز التنوع البيولوجي عبر النظم البيئية للغابات.
أثناء دراسة تأثيرات الخنازير المحلية في الغابات المطيرة الماليزية، اكتشف الدكتور ماثيو لوسكين أن أعشاشها قد تكون ضرورية للحفاظ على مجتمعات الأشجار المتنوعة والمتوازنة.
وأوضح الدكتور لوسكين: "لقد أظهرنا أن الخنازير البرية يمكن أن تدعم أنظمة بيئية عالية التنوع وليست مجرد إزعاج وآفات، وذلك بفضل التأثير المفيد لممارسات التعشيش الخاصة بهم، فقبل الولادة، تبني الخنازير أعشاشاً للولادة مكونة من مئات شتلات الأشجار، وعادةً ما تكون في مواقع مسطحة وجافة في الغابة."
"وأثناء قيامهم ببناء أعشاشهم، تقتل الخنازير العديد من الشتلات السائدة وتقلل دون قصد من وفرة أنواع الأشجار السائدة محلياً، ولكن عادةً لا تكون الأنواع المحلية نادرة، مما يدعم تنوع الأشجار."
وأشار الدكتور لوسكين إلى أن الخنازير البرية تنحدر من نفس النوع من الخنازير المستأنسة، وكلاهما يعتبر بشكل عام آفات من قبل المزارعين ومديري الأراضي والمحافظين على البيئة، وقال لوسكين: "لقد تم توثيق آثارها السلبية على النظم البيئية الطبيعية والمزروعة جيداً، بدءاً من اضطرابات التربة إلى مهاجمة الماشية حديثي الولادة."
وضع الباحثون علامات على أكثر من 30 ألف شتلة شجرية في غابة مطيرة ماليزية، وبعد استعادة أكثر من 1800 علامة من علامات الأشجار من داخل أكثر من 200 عش لولادة الخنازير، تمكن الخبراء من التحقيق في كيفية تغير تنوع الأشجار في المناطق التي تعشش فيها الخنازير.
وقال الدكتور لوسكين: "يمكنك أن تفكر في الخنازير" كمزارعي غابات عرضية " حيث يقومون بتقليم الشتلات الشائعة والحفاظ على التنوع عن غير قصد".
"في العديد من المناطق، هناك تركيز على إدارة أعداد الخنازير الزائدة للحد من آثارها البيئية السلبية، لكن نتائجنا تشير إلى أنه قد يكون هناك بعض الإيجابيات للحفاظ على الخنازير في النظام البيئي".