المصدر: Earth.com

العلوم

دراسة جديدة تكشف حجم تأثير النشاط البشري على دورة المياه العالمية

4 آذار 2021 16:48

كشفت دراسة جديدة من جامعة براون عن التأثير الهائل للبشر على دورة المياه العالمية، حيث وجد الباحثون أنه على الرغم من أن الخزانات التي يديرها الإنسان لا تشكل سوى نسبة صغيرة من المسطحات المائية للأرض، فإن هذه الخزانات تمثل 57 بالمائة من التباين الموسمي في مستويات المياه.

وقالت سارة كولي، مؤلفة الدراسة الرئيسية: "نميل إلى التفكير في دورة المياه كنظام طبيعي بحت: يتدفق المطر ويذوب الجليد في الأنهار، التي تجري إلى المحيط حيث يبدأ التبخر الدورة بأكملها مرة أخرى، لكن البشر في الواقع يتدخلون بشكل كبير في تلك الدورة، ويوضح عملنا أن البشر هم المسؤولون عن غالبية التغيرات الموسمية في تخزين المياه السطحية على الأرض".

ركزت الدراسة على البيانات المأخوذة من القمر الصناعي للجليد والسحابة والأقمار الصناعية على مدار الأرض، والهدف الأساسي للمهمة هو تتبع التغيرات في سمك وارتفاع الصفائح الجليدية حول العالم، يتم الحصول على القياسات باستخدام مقياس الارتفاع بالليزر، ويتم حساب الارتفاع بدقة 25 ملم.

تستخدم كولي بيانات الأقمار الصناعية لدراسة مستويات المياه في بحيرات القطب الشمالي، ومع هذه الدراسة الجديدة، أرادت استخدام بيانات الأقمار الصناعية لفحص مستويات البحيرات عبر الكوكب.

وقالت كولي أن مقياس الارتفاع بالليزر يتمتع بدقة أكبر بكثير من الأدوات المستخدمة لقياس مستويات المياه في الماضي، مما جعل من الممكن جمع مجموعة بيانات كبيرة ودقيقة تضمنت البرك والخزانات الصغيرة.

وأوضحت كولي: "مع الأقمار الصناعية الأقدم، يجب أن تحصل على متوسط ​​النتائج على مساحة كبيرة، والتي تقتصر على أكبر بحيرات العالم فقط، وبذلك يمكننا الحصول على مستويات للبحيرات الصغيرة التي لم نتمكن من الاقتراب منها من قبل، وكان ذلك مهماً لفهم ديناميكيات المياه العالمية، نظراً لأن معظم البحيرات والخزانات صغيرة جداً". 

قام القمر الصناعي بقياس مستويات المياه الموسمية في أكثر من 227000 بحيرة وبركة وخزان من تشرين الأول 2018 إلى حزيران 2020، وتراوحت المسطحات المائية في الحجم من البحيرات العظمى إلى البرك التي تقل مساحتها عن عُشر ميل مربع.

وأوضحت الدراسة أنه بينما تباينت البحيرات والبرك الطبيعية موسمياً بمتوسط ​​22 متراً، تفاوتت الخزانات التي يديرها الإنسان بمقدار 86 متراً، وهذا يعني أنه بالمقارنة مع البحيرات الطبيعية، فإن الخزانات تمثل 57 في المائة من إجمالي التباين في مستويات المياه.

كان التأثير البشري على تخزين المياه أقوى في المناطق القاحلة مثل الشرق الأوسط والغرب الأمريكي والهند وجنوب إفريقيا، حيث تجاوز التباين الموسمي المنسوب إلى النشاط البشري 90 في المائة.